رسالة اليوم

05/10/2024 - أنعِش قلوبَ الملائكة

-

-

 

فَآخُذَ كِسْرَةَ خُبْزٍ، فَتُسْنِدُونَ قُلُوبَكُمْ ثُمَّ تَجْتَازُونَ، لأَنَّكُمْ قَدْ مَرَرْتُمْ عَلَى عَبْدِكُمْ». فَقَالُوا: «هكَذَا تَفْعَلُ كَمَا تَكَلَّمْتَ» (تكوين5:18)

إنَّ مشاركتنا في خطة الله ليست حركة بسيطة أو استجابة للعملِ، ولكنها أمرٌ ذو أهميَّة كبيرة، فعلى الرغم من أنَّ الربَّ هو الذي يصنع المعجزات والعجائب في وسطنا، إلَّا أنَّه يحتاج إلى تعاوننا لتنفيذ خططهِ وأعمالهِ. وهذا أمرٌ عجيبٌ موجود في الكتاب المقدس (مرقس 15:16؛ أعمال الرسل 8:1؛ ملاخي 10:3). إنَّ خلاص الهالكين يعتمد على كوننا أدواتٍ في يدي الربّ، بما في ذلك عشورنا، وتقدماتنا، وتكريسنا للقدير. ومن الضَّروري أن نعرف أنه لا يستطيع أن يستخدَمنا إذا كنّا مقيمين في الخطيئة.

يشيرُ الله إلينا كشركاءٍ في العمل (كورنثوس الأولى 3: 9) وبالتأكيد هذا ليس تملّقًا مقصودًا ولكنّه حقيقة واقعية، إذا تم توسيعها وممارستها ستأخذنا إلى مشاريع أعظم. لذلك كرّس نفسك له، وابتعِد عن أيّ ممارسات يدينها الكتابُ المقدَّس. وهكذا لن تمدَّ يدًا نجِسة عاجزة. نحن الوحيدون الذين نتحمّل المسؤولية والمساءلة عن تنفيذ المشروع الإلهي في جيلنا ويجب ألّا نفشلَ أبداً.

لم ينجُ المظلومون والمقيَّدون خلال خدمة يسوع على الأرض، لو لم يستخدم سلطانه لطرد الشَّياطين. وبنفس الطريقة، إذا لم نؤمن بقوَّة الله ولم نأمر القوَّات الشَّيطانية بالتراجع، فسنعيشُ بين أناسٍ تستخدمهم أرواحٌ شرِّيرة مستعدَّة للقتل والسَّرقة والتّدمير. (يوحنا ١٠:١٠) فمسؤوليتنا عظيمة، وإتمامها يعني أن نكونَ أوانٍ معدَّة ليستخدمَها الربُّ في الوقتِ المناسبِ.

لم يخلِّص الله أو ينقذ عددًا كبيرًا من الذين يعانون بسبب الأمراضِ والأوبئة العظيمة التي أهلكت حياة السَّكان خلال العصور الوسطى أو المظلمة، لأنه لم يقدِّم أحدٌ نفسهُ ليكون جسرًا أو شفيعًا أو أداة في يد الله. وبالمثل في أيامنا هذه، إذا لم ننهض لطرد أمراض مثل السَّرطان وفيروس زيكا وشيكونغونيا وغيرها من الشُّرور، فلن ينجوَ الناسُ. ولأنَّنا ملكٌ للربّ، فنحن مفوَّضون بالسُّلطان المُعطى لنا، للصلاة وتجنيد ملائكته للعملِ لصالحنا.

قدَّمَ إبراهيمُ إعلانًا مختلفًا لملائكة الله التي ذهبت إليه عندما تحسَّنتْ الأيام. كان جالساً عند باب الخيمة عندما رآهم، وتعرَّفَ عليهم مباشرةً. وركض لمقابلتهم والترحيب بهم. وإذ رأى أبو الأنبياء فرصة لخدمة الله، دعاهم إلى غسلِ أرجلِهم والرَّاحة قليلاً تحت ظلِّ شجرةٍ ليأكلوا خبزًا. اعتقدَ إبراهيمُ أنَّهم جاءوا ليأكلوا خبزًا.

لم يخبر هؤلاء الملائكة إبراهيم بأنه كان مخطئًا، ولم يقولوا إنهم ككائنات ملائكية لن يأكلوا من خبز الناس. الآن، ليس كلُّ الخبز ماديًا، لأنَّ العليَّ أعطانا كلمته. وهذا الخبزُ يشير رمزيًا إلى الوحي الذي تلقَّيناه، والذي يصبح "طاقة" تُعطى للملائكة. لا نستطيع أن ننزع كلمة الإيمان التي نطقنا بها أمام رُسلِ الله، فيُكمل العمل الإلهي.

لقد كانَ الرمزُ حقيقةً. رجلٌ أعطى الحليبَ والسّمنَ والخبز للملائكة. فجاءتْ بركة عظيمة: أنَّ سارة ستلدُ ابناً في شيخوختها. وعندما تلقتْ هذا الوحي ضحِكتْ لأنها ستلد طفلاً في سنٍّ متقدمةٍ، لكن لا شيء يستحيل على الله. وخبزُ ​​الإيمان سيجعل الوعدَ يتحقَّق في حياتك.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز