قوة الإيمان

- إذا أردْنَا أنَ نعيشَ مرحَلةً جيّدةً في حياتنا، عادةً لا نتوقف لنُفكّر إذا كنّا قد إمتَثلنا للخُطة الإلهية .. ولكن عندما نَمرُّ بأزمَةٍ ولا نَجِدُ مخرجاً لمشاكلنا، ننزعِجُ ونبدأ بالتساؤل .. لماذا نحن في هذا الوَضع؟ ثُمَّ نَطرَحُ كُلَّ أنواع الأسئلة " في الواقع .. بَعضُها لا لزومَ لهُ " وينعَكِسُ غَضبُنا محاولينَ عَزّوَ كلِّ المصائِبِ للرّبِ الذي " بِحسَبِ وجهة نظرِنَا الخاطئة " قد فَشِلَ في مرحلَةٍ ما .. لا الرّبُ كامِلٌ ولا يرتَكِبُ أخطاءً .. هو ليسَ مُخادِعاً.

- كلُّ المِحَن التي تُصيبُنا لها تَفسيرٌ نوعاً ما .. لذلِكَ ومن أجلِ ألاَّ نعيشَ هَذهِ المِحَنْ، علينا تَجَنبَها من خِلالِ العيشِ بتواصُلٍ مع الآب .. ليس خطأً أن نسألهُ "لماذا تُصيبُنا هَذهِ المِحَنْ ؟ " على سبيل المثال .. يَشُوعُ مَزَّقَ ثِيَابَهُ وسَألَ الرّب لماذا سمح لسُكان بلدةٍ صغيرة تُدعى عَايَ بهزيمة جيش إسرائيل .. وحصل على الجواب (يَشُوع 7) .. لكَ كلُّ الحقّ في أنْ تَعرِفَ لماذا حدثَ شيءٌ سيئٌ في حياتك، ولكن لا تتّهِمْ الرّب بِمُساعدةِ شخصٍ ما ترونَهُ أقلّ قيّمةٍ أو أكثر خطاً منكَ .. لا أحدَ يعرِفُ ما يدورُ في قلبِ الرّجل، ولا مع الرّب .. ولذلِكَ من الخطأ أنْ تعتقِدَ أنَّ الشّخص الذي أنعم الآبُ السماوي عليهِ ليس شخصاً روحياً .

- الكثيرُ مِنَ الناس لديهم ذُنوبٌ مخبأة داخِلَ أنفُسِهم؛ وآخرون سَمَحوا للشّيطان أنْ يَعملَ في حياتِهم عن طريق الإغراءات أو بِكراهية أولئك الذين تصرّفوا بِشكلٍ خاطِىءٍ معهم .. فإذا كان الظُلّمُ قد لَمسَ قلبَ هؤلاءِ الناس فذلك لأنّهُم تركوا البابَ مفتوحاً .. لأنّهُ وبِدون سبَبٍ فإنَّ القوّة الشِّريرة لن تزورَ الإنسان .. في حالةِ يَشُوع وفيما يتعلّقُ بالهزيمَةِ التي عانت منها إسرائيل، كانَ السّبَبُ عَخَانُ الذي أخَذَ من الأشياء المَلعونة .. في أيامنا هذهِ يحدثُ الشّيءُ نفسهُ: وراءَ أيِّ حدَثٍ سيء هُناكَ شَخصٌ فعلَ شيئاً خاطِئاً - أو تَمَّ استدراجهُ من قِبَلِ الخطيئة أو تَمَّ إعطاءُ مَساحةٍ للعدو ليَدخُل .. لم يَشهَد أحد على خطأ هذا الرّجل، ولكنَّ الرّبَ الذي يرى كلَّ شيءٍ لم يعد يستَطيعُ أنْ يكونَ مع إسرائيل تماماً كما لا يستطيعُ أن يكونَ اليوم مع أولئك الذين يسمحوا لأنفسهم أن ينجَرِفوا بعيداً في طريقِ الشَّر.

- تَضرّع للرّبِ للحصُولِ على تَفّسيرٍ لكُلِّ الأشياءِ السَّيئة التي تَحدثُ لكَ .. وإلاَّ .. أين هي الحياةُ الوافرة التي وعد يسوع أن يقدّمها لنا؟ (يُوحَنَّا 10:10) وأيضاً أينَ الوفاء بِوعودهِ، ³⁵اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ (متى 24:35) .. هو لا يُخطىءُ أبداً و لا يترَدَّد .. إذا كنت تَمُرّ بتجربةٍ صعبة، يوجَدُ تفسيرٌ لذلك .. من يعيش بتواصُلٍ مع الآب يمكِنُ تشبيهَهُ بشخصٍ لديهِ جهازٌ مناعيّ قويّ، ولن يهزِمُهُ أيُّ مرَضٍ.

محبّتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز