رسالة اليوم

06/10/2024 - لِنَعْرِفَهُمَا

-

-

 

فَنَادَوْا لُوطًا وَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ الرَّجُلاَنِ اللَّذَانِ دَخَلاَ إِلَيْكَ اللَّيْلَةَ؟ أَخْرِجْهُمَا إِلَيْنَا لِنَعْرِفَهُمَا» (تكوين5:19)

ليس للضَّالين حدودٌ لطرقِ ضلالهم، ولكنهم بطريقة ما يتمِّمون الإعلان الإلهي بأنّ الدَّنِس سوف يزداد قذارةً (رؤيا 22: 11). عندما يمضي الأشرارُ إلى الهلاك، ويرفضون التوبة والرُّجوع إلى الربّ، فإنهم يستسلمون أكثرَ فأكثر للشَّيطان ويتحمَّلون العواقب لقرون كثيرةٍ. أمّا السَّاقطون الذين لا يريدون الذهاب إلى الجحيم، فبابُ التوبة مفتوحٌ لهم. ويكفيهم أن يعترفوا بخطاياهم أمام الربِّ لينالوا المغفرة.

كانت لدى سدوم وعمورة والمدن الأخرى المحيطة بهم فرصة أخيرة للتوبة والنَّجاةِ من الدّينونة. ولكن بما أنَّ شعوبَ تلك المدن لم يفكروا إلّا في كيفية ارتكاب الخطيئة بأسوأ الطرق المُمكنة، فقد اختاروا أن يتوافقوا مع قوى الظلام، وبذلك أغلقوا البابَ أمام رحمة الربّ التي أرادت أن تخلِّص نفوسهم. كثيرون يفعلون الشَّيء ذاته اليوم ليذهبوا إلى العذاب الأبدي.

واليوم تجتاحُ موجةُ اللّواط الملايين من النّاس ليخرجوا إلى الشَّوارع العامة مظهرين انتمائهم إلى هذا "الفريق". هؤلاء الأفراد يفضلون ويختارون الاستمرار في الخطيئة بهذه الطريقة ويرفضون مجرَّد التفكير في التَّخلي عن ممارساتهم. إنَّهم لا يعرفون أو يهتمُّون كثيرًا بأنهم عندما يموتون قريبًا سيسقطون في الظلمة الخارجية حيث البكاء والعويل وصرير الأسنان طول الأبدية. (متى30:25). وحينها لن تُتاح لهم فرصة ثانية لتغيير مصيرهم الأبدي في بحيرة الكبريت والنَّار.

لقد طلبَ الكثيرون الخلاصَ بيسوع ورفضوا الممارسات اتي يمقتها الله. ورغم ذلك يرغب آخرون في البقاء كما هم دون أيِّ اعتبار أو اهتمام بالثَّمن الذي سيدفعونه إلى الأبد. حتى أنَّ بعض الأزواج قد غيّروا الطريقة الطبيعية إلى طريقة مخالفة للطبيعة. بل إنَّ هناك مَن أصبحوا غير أمناء لزواجهم بسبب إعجابهم بالطرق الشَّهوانية التي يرفض الشَّريك الآخرُ الانغماس فيها. مساكينٌ، ولكن في النِّهاية، حياتهم ملكٌ لهم.

أحاط أهل سدوم ببيت لوط الذي دعاه الكتابُ المقدَّس بارّاً (بطرس الثانية 7:2) لأنّه كان يتضايق كلَّ يومٍ بسببِ أحاديثهم القذرة. وفي الوقت المناسب، قدَّموا للوط النَّصيحة الحسَنة التي قدَّمها لهم، عندما قالوا له إنه غريبٌ في الأرض، فلا يحقّ له أن يوبّخهم أو يقوّمَهم. (تكوين 19: 9) أراد هؤلاء الرِّجال الإساءة إلى الملائكة في بيت لوط، وهذا أمرٌ مستحيلٌ. من المؤكد أنَّهم لو حاولوا لكانوا قد سقطوا أمواتاً على الفور. لقد أعمتهم الملائكة مباشرةً لأنَّهم لا يريدون أن يروا.

الضّالّون يرون كلَّ شيء مشوَّهاً. حيثُ رأى رجالُ سدوم وعمورة أنَّ الزائرين أشخاصٌ جميلون وجذابونَ جداً، إنَّهم ملائكة بأيّ حالٍ. وبدلاً من أن يكونوا مثل لوط الذي دعا الملائكة لقبول ضيافته في تلك الليلة، أراد خطاةُ سدوم معرفتهم بطريقة خاطئة جداً. وإزاء هذا التّهديد، وفي تصميمهِ على حماية ملائكة الربّ، عرضَ لوطٌ بناته ليُساء معاملتهن ولكن دون جدوى. ليس عليك أن تعاني مكانَ شخص آخر، فقط كُنْ أميناً.

حتى أصهارُ لوطٍ لم يؤمنوا بالله، بل ضحكوا بصوت عالٍ عندما سمِعوا أنَّ المدنَ سوف تحترق بالنّار (تكوين 19: 14). لقد كاد رجالُ سدوم أن يسيئوا إلى لوطٍ؛ ولكن أثناء محاولتهم اقتحام منزله والدُّخول إليه أصيبوا بالعمى. وفي الصَّباح، إذ تأخر لوطٌ وعائلته، أخرجتهم الملائكة من هناك رأفةً بهم؛ لكنَّ زوجة لوط لم تنجُ أيضاً. ونزل الكبريتُ والنّارُ من السَّماء، فتدمَّر كلُّ شيء. احذر!

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز