-
-
هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْرًا وَنَضْطَجعُ مَعَهُ، فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً» (تكوين32:19)
لم يفكّر لوطٌ في بناته عندما قرَّرَ الذَّهابَ إلى سدوم. لقد اختار ما يحسنُ في عينيهِ وكان مهملًا لميراث الربّ. وبمجرّد وصول بناته إلى هناك، تعرَّضنَ لفعلِ نجاسة لا أخلاقيٍّ، وبعد مرور الوقت، لم يَعُد يبدو ما يُعتبر خطيئة كخطأٍ فيما بعد. وبالتالي استطاعَ الشّيطانُ أن يملأ قلوب تلك النّسوة بحجة الحفاظ على نسَبِ أبيهِنَّ بخطةٍ شيطانيّة.
كلُّ ما أراده لوطٌ هو الازدهارُ بكلّ الوسائل. وعندما رأى عمَّه إبراهيم يتَّخِذ بعض القرارات. سرعان ما بدأ رعاته بالجدال مع رعاة عمّه لأنه لم يشعر أنَّها قراراتٍ صحيحة. لا أحد يسقط بلا سببٍ؛ يحدث هذا عندما يهملُ شخصٌ ما كلمة الربّ. فعند أوَّل علامة لهجوم العدوّ، وبِّخ الشَّر باسم يسوع واطرح التجربة بعيدًا، وإلَّا فسوف تسقط حقًا.
تعلّمتْ بناتُ لوطٍ من سكان سدوم عدمَ وجود ضوابطٍ. فالاهمّ هو تحقيقُ ما يرغبن بهِ بأيّ ثمن. لقد كان من المُمكن أن يجدَ لوطٌ في تلك المدينة أرملةً، أو امرأةً كي يتزوَّج بها. أو حتى يُمكنه الزّواج من امرأةٍ من مدينة أخرى، أو من الأقاربِ. لكنّه أعطى مساحة للشَّيطان، غَمْرٌ يُنَادِي غَمْرًا (مزمور 42). فكُنْ حذراً وافعل كلَّ ما بوسعِك حتى لا تخطئ.
بناتُ لوطٍ لم يكنَّ يخَفنَ الله حقًا، لقد كان لديهنَّ معرفة دينيّة فقط، وقد انخرطنَ بمعرفةٍ مع غير المؤمنين، الذين لم يتبعوهنَّ في اليوم الذي غادروا فيه المدينة. ولذلك تذرَّعوا بأنَّ الأبَ لا يُمكن أن يُترك بلا ذريّة. فهل كان لأمّهم، لو كانت على قيدِ الحياة، أن تنجبَ طفلاً آخر من لوطٍ؟ دائمًا ما يضعُ الشَّيطان في قلوبِ الذين لا يخافون الله ذريعة للخطية. وبالتّالي يُطيعون العدوَّ بحماقة. وتأتي النتيجة.
والآن، أرسلَ إبراهيمُ خادمه الأكثر خبرة ليذهب إلى موطنه الأصلي ليجد زوجةً لإسحق ابنه (تكوين 24: 4). لم يستطع قبول أيّ خطأ يحدث في نسَبهِ. ومن لا يهتم باسم خادم الله سيكون في ورطة دائمًا. كلُّ من يؤمن بيسوع يكون مستعدًّا لأن يُصعَد معه، لكن يجب أن يكون يقظاً مقاوماً لهجمات العدوّ. ليس لدى الشَّيطان ما يخسَره، ولكنك ستفقد الكثيرَ في حالِ الخسارة. آمين؟
لقد أثبتت الأمّتان اللّتان خرجتا من سُفاح القربى أنَّ لوطاً كان مفاوضًا جيدًا، ولكنه سيِّد سيّئ، لأنه لم ينجح في إنقاذ أحدٍ من خطية سدوم. بل على العكس دخلتْ الخطية إلى قلوب بناته حتى وصلَ الأمرُ بهنَّ إلى حماقةٍ شديدة. إذا لم تكن ساهرًا ولا تسعى إلى علاقة حقيقية مع الله، فيمكن أن يحدث ذاتُ الأمر لك ولأقاربك. لا تضلّوا فإنّ الشِّرير يجول كأسدٍ زائر (1بط 5: 8). فلا تدعه يعثر عليك.
لا تفاوِض الربَّ أبداً. بل اخضَع لتوجيهاته. إرادته أفضل بكثيرٍ من إرادتك. إنه النّور ويعمل في النّور فقط، وهو يُرشدنا في كلِّ شيء. ومن خلال النُّور سنرى النُّور، ولكن إذا وقفنا بعيدًا عنه فسوف نتعثّر طوال الوقت. لماذا نسير في الظلمة ما دامَ يسوعُ هو نورُ الحياة؟ أين تمشي؟ استيقظ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز