-
-
فَقَالَ أَبِيمَالِكُ لإِبْرَاهِيمَ: «مَا هِيَ هذِهِ السَّبْعُ النِّعَاجِ الَّتِي أَقَمْتَهَا وَحْدَهَا؟» (تكوين29:21)
كلُّ ما ننجزهُ يجب أن يتمَّ في الربِّ وأمامه حتى يستمرّ. وبما أنَّ عطايا الله لا تُردّ، فإنَّ أعمالَ إيماننا يجب أن تكون كذلك أيضًا. لو كان هناك عملٌ أفضل، لتوجَّبَ القيام به، ولكان قد كشفَه اللهُ لنا. لا يوجد شيءٌ مؤقت أو ناقص يحتاج إلى تحسين عند الله القدير. لا يوجد شيء اسمُه استعداد الربَّ لاستخدامنا بطريقة مختلفةٍ.
كان أبيمالك، كقائد جيشهِ، خائفًا من نجاح إبراهيم. وبموقف سلميٍّ ذهبوا ليطلبوا عقد صفقة مع نبيّ اليهود، إذ لاحظوا أنَّ الله معه. من الضَّروري أن يرتعدَ النَّاسُ عندما يفكِّرون فينا كخدّام الربّ. عندئذٍ حتى لو كانت لديهم نوايا سيِّئة، فسوف يحترموننا أو يغيّروا موقفهم. يجب أن نتكلَّم كما لم يتكلم أحدٌ من قبلٍ.
طلبَ ملكُ جرَار من إبراهيم أن يتعامل مع أولاده وأحفاده بنفس اللُّطف الذي كان يُعامل به في الماضي. وفي الواقع، لهذا السَّبب لم يقف إبراهيم بقوَّة ضد أبيمالك عندما أخذ عبيد الملك آبار الماء التي حفرَها رئيسُ الآباء. ويبدو الموقف الذي اتّخذه إبراهيم روحيًا، إذ تحدَّث مع الربّ عن الظلم الذي تعرَّضَ له على يد ذلك الملك.
أقنع أبيمالكُ إبراهيمَ، رغم أنه أخفى هدفه الحقيقي، إلَّا أنهم قطعوا عهدًا. لكنَّ خادم الله لم يضيِّع فرصة توبيخه بسبب الآبار التي أخذَها عبيده. تظاهر الملكُ الفلسطيني بعدم معرفة ذلك. ربما شعر بمدى خطورة العبث بممتلكات شخصٍ يخدم الله وله عهدٌ معه. وبالنِّسبة لإبراهيم، فإنَّ ذلك أزال الارتباك الذي كان قد بدأ في السّابق.
أخذ إبراهيمُ غنماً وبقراً وأعطى أبيمالك. إلَّا أنه عزلَ سبعة أغنامٍ جانباً، الأمر الذي لفتَ انتباه ذلك الملك. إنَّ مواقفنا، سواء كانت روحيّة أو ماديّة، يجب أن تؤثر دائماً على أشرار القلبِ. في كثير من الأحيان، الأفعالُ الصَّغيرة المستوحاة من الربّ تتكلَّم أكثر من مليون كلمة. فعندما يُرشدنا الله، يكون ذلك لسببٍ وجيهٍ حقًا. اطلب إرشاده.
قطعَ إبراهيمُ عهدًا مع أبيمالك، وأعطاه سبعة خراف تأكيدًا على أنّ رئيسَ الآباء هو الذي حفر البئر التي تسمى بئر سَبع – بئرُ القسَم. وهكذا فإنَّ كلَّ ما يحدث بعد تلك اللحظة، لن يكن مسؤولاً سوى شخصٌ واحد: ملكُ جرَار. وقد أعطى هذا العهدُ لإبراهيم الحقَّ في تنفيذ العدالة في تلك الأيام، في حالة حدوث نفس الأحداث. إذا كان الكلامُ اللَّطيف والصَّادق يُنهي الصِّراع، فكم بالحريّ يكون كلامُ الربّ.
رجِعَ أبيمالكُ ورئيس جيشه إلى أرضِهم، وغرسَ إبراهيمُ في ذلك المكان ودعا باسم الربّ الإله الأزلي. كُنْ ثابتاً في الحقّ؛ إذا كنتَ كذلك، سيتمّ تجنُّب العديد من المشاكل. ومع ذلك، دَع الرُّوح القدس يستخدمك في كلّ الأوقات. تذكَّر هذا: الذي ينقاد بروح الله، هو ابنٌ للقدير.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز