رسالة اليوم

14/10/2024 - قرارٌ نهائيّ

-

-

فَأَسْتَحْلِفَكَ بِالرَّبِّ إِلهِ السَّمَاءِ وَإِلهِ الأَرْضِ أَنْ لاَ تَأْخُذَ زَوْجَةً لابْنِي مِنْ بَنَاتِ الْكَنْعَانِيِّينَ الَّذِينَ أَنَا سَاكِنٌ بَيْنَهُمْ، (تكوين3:24)

أمرٌ شائعٌ أن يواجه خدّام الله مشاكل في الأسرة بسبب مكانتهم وخوفِهم من الله. ولذلك ينبغي عليهم أن يفوِّضوا بعضَ المَهام إلى غيرهم، كما فعل إبراهيمُ مع عبده. ومن يتلقى مهمَّة كهذه عليه أن يجتهد في إنجازها بمحبّة. وإذا لم يفعل ذلك فربّما يُتَّهم بأنه ليس مساعِداً مناسباً ــ ولابدَّ أن نكون كذلك مع بعضِنا البعض. كلُّ من يحبُّ الربَّ عليه أن يتمِّم دعوته.

يجب على أولئك الذين يتم تعيينهم كمساعدين أن يكونوا يقظين ليفعلوا تمامًا ما أُمِروا به وألّا يفشلوا في مهمَّتهم. فإذا قمنا بفحصِ الخطوات التي قام بها خادمُ إبراهيم، نلاحظ أنه اعتبر طلب سيِّده بمثابة وصيَّة من الله، ولم يتهرَّب أو يتكلَّم بالسُّوء عن رئيس الآباء. على العكس من ذلك، أطاعَ بفرح، وحظيَ جهدُه بالمكافأة.

يمتحنُ العليُّ أولئك الذين يُريدون أن يكونوا عظماءً في حضرتهِ. فكان ذلك الخادم هو الأكثر خبرة؛ وهو المسؤولُ عن كلِّ مدَّخرات إبراهيم، وقد باركه الربُّ بمهمَّة البحث عن عروسٍ لإسحاق، والتي ستكون جدّة ليسوع بعد ألفي عام. وإذ عرف الخادمُ مدى عظمة وأهميّة سعيِه، لم يترك نفسه ينقاد بأي شعورٍ آخر سوى الإخلاص، عامِلًا بما قيلَ له بكلِّ خبرةٍ وخوفٍ من الله.

افعلْ كلَّ ما يقع بين يديك حسبَ المَسحة التي أعطاها الربُّ لك للعمل من أجل الملكوت، وليس حسب قدرتك الجسدية. علِمَ يسوعُ أنّ البيت لا يثبت عندما يحدث انقسامٌ فيهِ (متى 12: 25). وبنفس الطريقة، إذا لم تتوفر روحُ الخدمة في الذي يستقبل مسحة الله، بل ينفِّذ الأمر بخبثٍ، فإنه يقومُ بالعمل برياءٍ أو إهمال. وفي النهاية سيرى خسارته الكبيرة.

لا يهمّ أين تخدم أو ماذا تفعل؛ اخدم فقط. لا شكَّ أنَّ جُهدك في سبيل ملكوت الله سيجلبُ لك أجرًا عظيمًا. بحسب مرسوم المكافأة، الذي حرَّره داود، سوف ترث نصيبًا مساويًا لجميع الخدّام الآخرين (صموئيل الأول 30: 21-24). لا تفعل شيئاً يُسيء إلى العمل الإلهي. وهذا ما حاولَ الشَّيطانُ فِعله في كلّ الأوقات، وسوف يستمرُّ في المحاولة.

تنهَّدَ داود في أحدِ الأيام، وقال إنه يريد أن يشربَ ماءً من بئر بيتِ لحم، حِصنِ الفلسطينيين. لقد اختبرَ رجالُه الشُّجعان، وفي تلك اللحظة نفسها، اقتحم ثلاثةٌ منهم معسكر الفلسطينيين، وأحضروا الماء من تلك البئر وأتوا به إلى الملك. وكما فعل داود، لا يزال الربُّ حتى اليوم يمتحن خدّامه. لكن هناك من يُهمل الفرصة ولا ينفِّذ ما طُلب منه. خادمٌ مسكين.

أولئك الذين يخدمون العليَّ حقًا يتلقَّون رسائلَ تشجِّع الإخوة الآخرين. ولكن أيضًا، في كثير من الأحيان، يتم تكليفهم بالمَهام. ولكنَّ بعض الأشخاص لا يفعلون ذلك، لأنَّهم يحبُّون الأخذَ فقط دون بذل أيّ جهدٍ. عندما يكلفك خادمُ الله بمهمَّة، حتى لو كانت بسيطةً، قُم بتنفيذها. وإذا فعلتَ ذلك بأمانةٍ، فمن المؤكد أنَّ الربَّ سيكونُ معك في هذه المهمّة.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز