رسالة اليوم

15/10/2024 - مهمَّة سهلة لخادمٍ حقيقيٍّ

-

-

اَلرَّبُّ إِلهُ السَّمَاءِ الَّذِي أَخَذَنِي مِنْ بَيْتِ أَبِي وَمِنْ أَرْضِ مِيلاَدِي، وَالَّذِي كَلَّمَنِي وَالَّذِي أَقْسَمَ لِي قَائِلاً: لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ، هُوَ يُرْسِلُ مَلاَكَهُ أَمَامَكَ، فَتَأْخُذُ زَوْجَةً لابْنِي مِنْ هُنَاكَ. (تكوين7:24)

لا ترفض أبدًا أن تفعلَ ما أُمِرتَ بهِ، فإنَّ الربَّ يختارُ الشّخصَ الذي يريدُ أن ينال البركة من خلال تنفيذه المهمَّة. قد يكونُ الأمرُ صعبًا على الخادم الغير حقيقيّ، لكنَّه سهلٌ على من هو كذلك. لا تخفْ من المهمَّة التي تمّ تكليفُك بها. ومن المؤكد أنه من أجل تحقيق ذلك، سيتمُّ إرشادك في جميع الطرق، حتى في التَّفاصيل الصَّغيرة. ولكن لتكن ثيابك في كلِّ حينٍ بيضاء (الجامعة 9: 8)، لأنَّ الله لا يستخدم الخطاة.

عندما أرسل إبراهيمُ خادمَه ليبحث عن عروسٍ لإسحاق، تحدَّثَ عن ماضيه عندما دُعي في أرض أور الكلدانيين. وإذ أطاع رئيسُ الآباء الربَّ، نال رضى الله وبركاته. وقد وصلتْ هذه البركة إلى عبده أيضًا، فعندما فتح إبراهيمُ قلبَه له، وصلتْ مسحته أيضًا إلى ذلك الرَّجل. وهكذا كانت لديه القوَّة اللّازمة لتنفيذ ما أُمِر به. هذه طريقة آمنة لتجعل الشَّخص الذي لا يزال غير ناضجٍ في الإيمان يخضع لله.

الأمرُ الهام في النصّ الذي تحدّث عن رئيس الآباء هو العملُ الذي وعدَ العليّ أن يقومَ به من خلاله ولنسلِه: المخلِّص. لكنَّ الشَّيء الرَّئيسي اليوم هو إيصالُ الإنجيل إلى البشريّة. وقد أوكلَ هذه المهمّة إلى كلّ من دُعي وثبت لخدمة الرِّسالة المقدَّسة وفوائدها في الشِّفاء والخلاص وغفران الخطايا. لذلك، حتى المشاكل الشَّخصية لرسل البشارة يتم حلّها. المجدُ لله

عرفَ خادمُ إبراهيم شخصيَّته جيدًا وطريقته الجادَّة في التعامل مع أمور الله. لذلك، لم يقوده الإحباط أو الخوف من الفشَل. ما يهمّه هو النَّجاح في هذه المهمَّة. لا تأخذ هذا الكلام على أنه اتِّهامٌ لك، بل بمثابة تحذيرٍ حتى لا تُعتبر شريرًا أو مهملاً. أنجز مهمَّتك بكلّ سرورٍ.

إنه أمرٌ مشكوكٌ فيه عندما يتلقى شخصٌ ما مهمّة ولا يفعل شيئًا. فأبناء الله الحقيقيين لا يبحثون عن مصلحتهم الخاصَّة، بل يخدمون ربَّ الجنود القدير. ومن يُدعى للصَّلاة من أجل طلبات الصَّلاة المقدَّمة في الكنيسة عن طريق قصاصات الورق أو المكالمات الهاتفية أو رسائل البريد الإلكتروني وغيرها، عليه أن يتمِّم أمرَه، كما فعلتْ مريم عندما ولدتْ الربَّ يسوع. يجب على هذا الشَّخص أن يشكر الآبَ على هذه المهمَّة ويحققها تحتَ إرشادهِ.

لا يوجد مكانٌ للفنانين الذين يتَّخِذون طرقًا معيَّنة لإظهار الرُّوحانية في عمل الله، وبالتالي يصبحون معروفين بفعل ذلك. وهذا باطل، ومن يتصرَّف بهذه الطريقة لن يبقى في بيتِ الآب. الغشُّ هو من الشَّيطان، فاهرب من كلِّ ما يروَّج له، وليس من الربّ. له المجد اليوم وإلى الأبد.

لقد ضمِنَ إبراهيمُ أنَّ الله سيُرسل ملاكه ليُنجح مهمَّة خادمِه. ولا يزال العليُّ يفعل ذاتَ الشَّيء حتى اليوم. لذلك لا تتهرَّب من فِعل ما أمرك القديرُ به. ومن يرفض أن يكون خادماً أميناً، لا يُستجاب له بسببِ شرِّه.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز