-
-
فَلْيَكُنْ أَنَّ الْفَتَاةَ الَّتِي أَقُولُ لَهَا: أَمِيلِي جَرَّتَكِ لأَشْرَبَ، فَتَقُولَ: اشْرَبْ وَأَنَا أَسْقِي جِمَالَكَ أَيْضًا، هِيَ الَّتِي عَيَّنْتَهَا لِعَبْدِكَ إِسْحَاقَ. وَبِهَا أَعْلَمُ أَنَّكَ صَنَعْتَ لُطْفًا إِلَى سَيِّدِي». (تكوين14:24)
كان طريقُ خادمِ إبراهيم سهلاً، لأنه تعلَّمَ من رئيس الآباء الاعتمادَ على الله في كلِّ الأوقات. وبما أنَّه كان رجلُ صَلاة، كان يطلب التّوجيه من الخالق دائمًا لكي يتصرَّفَ. وبينما كان يصلي، أرشده روحُ الله ليتكلم كما ينبغي، وهو الأمر الذي كان جواباً إلهيّاً بالتأكيد. لقد حدثَ هذا لكلّ الذين يعيشون في محضر الربّ حقًا، وبعد ذلك، عندما يرون موقفًا ما يحدث، يبدو الأمرُ كما لو أنَّهم رأوا هذه القصَّة من قبل.
كم مرَّة أرشدكَ الله، وحتى قبل أن تنتهي من صلاتك، رأيت الاستجابة أمام عينيك مباشرة؟ استمرَّ في إعداد نفسِك للخدمة، لأنّه كما قال يسوعُ لنثنائيل (يوحنا 1: 45-51)، سنرى ملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الله وسنكون قادرين على رؤية ذات الشَّيء يحدث لخدَّام الله. لقد مُنع عمل الله من النمو لأسباب مختلفة، من بينها الدّنيوية والجَشع والعديد من الممارسات الشِّريرة.
كلُّ من يعيق نموَّ عمل الله بسببِ رغباتٍ شخصيّة، كالزّنى والخطايا الأخرى، سيُحاسب يوم الدَّينونة. قال المسيحُ عن اللذين يرتكبون العثرات، سواء كانوا يمارسونها أو يروّجون لها، أنه من الأفضل لو رُبِط حجرًا في أعناقهم وطُرحوا في قاع البحر (لوقا 17: 1، 2). ويلٌ للذي يدعو نفسه خادماً، لكنَّه لا يسهَر، فيسقط في التَّجربة ويعيش في أنانية، ولا يتمّم أحكام الربّ! لا تلهو مع الله.
كلُّ شيءٍ سارَ على ما يرام مع الطلبْ الذي فعلَه عبدُ إبراهيم. يبدو الأمرُ كما لو أنه عاش ذلك من قبل، لكن ذلك لم يحدث أبدًا. حقًا كان في الرُّوح، وبينما يصلي، وضع العليُّ في فمهِ ما سيحدثُ بالضَّبط. إذا كان الآبُ قد استخدمك مُسبقاً لخلاص شخصٍ ما، أو مساعدة شخصٍ للعودة إلى الربّ، فأنت خادم. والآن، إن لم تتمّم الدَّعوة الإلهية، فينبغي أن تتوب بسبب ذلك. عُد إلى محبَّتك الأولى.
قرَّرَ ديماسُ أن يترك الرَّسول بولس ليتبع هذا العالم (2تيموثاوس 4: 10). ربما أصبح ثريًا أو مؤثرًا في المُجتمع؛ ففي نهاية المطاف، كان بولسُ قد أعدَّه جيدًا. ولكن في اليوم الأخير ماذا سيقول ديماسُ عن الموهبة التي دفنَها؟ فهل نجاحه المادي سيمحو غضب الله؟ بالطبع لا، لأنّ الذي دُعي للخدمة واحتقر ذلك، يُدعى عبدًا كسلاناً وشريرًا، ومكانه في الظلمة الخارجية (متى 25: 26-30). لا ترغب في أن تكون مثل هذا الشَّخص.
لا نسمع أبدًا أنَّ داود ندم على ذهابه لرعاية غنم أبيه القليلة. وعندما هاجم الأسدُ إحدى تلك الخراف، قتله الصَّبي، وفعل الشَّيء نفسَه مع الدُّب. وفيما بعد، عندما رأى العملاق جليات يتحدى قوّات إسرائيل، قدَّمَ نفسَه لهزيمة هذا العملاق. وكانت مدرسته في حظيرة الغنم.
يروي تاريخُ الكنيسة قصَصاً عن أناس كرّسوا أنفسهم للربّ وفعلوا مشيئته. فقُتل بعضُهم وعُذِّبوا ومُنعوا من تلبية احتياجاتهم، عندما رفضوا اتباع قوانين ديانة الدولة. يعاني الكثيرون اليوم أيضًا من أجل الإنجيل. ولكنَّ الأمر يستحقُّ أن تكون خادماً لله. آمين
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز