رسالة اليوم

18/10/2024 - خطأ عيسو الفادح

-

-

فَقَالَ عِيسُو: «هَا أَنَا مَاضٍ إِلَى الْمَوْتِ، فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ؟ (تكوين32:25)

لا ينبغي للأقوياء أن يسيئوا إلى الضُّعفاء، فكلاهما خليقة الله. ليس لأنّ الإنسانَ أقوى، فيمكنه أن يستبعدَ الذي اختاره الربُّ لخدمته، حتى لو كانت قوانين الأرض تقول ذلك. فالعدالة الإلهيّة لا تخذل أبدًا من يؤمن بالكلمة. لا فائدة إذا حاول شخصٌ أن يخدعك، لأنك إذا عرفتَ حقوقك في المَسيح ودافعتَ عنها أمام العليّ، فسوف تستردُّ ما أُخِذَ منكَ.

وُجِدَ توأمان في رَحِم رفقة. وقد تصارعوا من أجلِ شيءٍ يهم سعادتنا. رأى الله كلَّ شيء، وعندما سألت الأم لماذا يحدث ذلك، قال الربُّ إنَّ شعبين يتكوَّنان في رَحِمها، ولكنَّ الأصغر سوف يسودُ. استمِع إلى إعلان الله في كلمته، لأنّه بلا شكّ سوف يتحقق. فهو يعرف كلَّ شيء، لذا فإنَّ تصريحاته تتحقَّقْ دائمًا.

كانت رفقة تخاف الله وتحفظ كلَّ ما في قلبها وتتخيّل ما سيحدث. وبعد أن تكلم الربُّ، تأكدت أنَّ هذه الكلمة لن تسقط. وهكذا سوف يكون يعقوبُ هو المسؤول عن استمرار نسل إبراهيم للمسيح. يجب أن يكون شعورك عندما تستمع إلى الكلمة أو تقرأ الكتاب المقدَّس هو طاعة كلّ ما يقوله الله. أطِعه إذا طلبَ منك تغيير شيءٍ ما في حياتك. آمِنْ لأنَّ العليَّ يعمل لصالحك.

عندما عادَ عيسو من الحقل في أحد الأيام، كان يتضوَّر جوعاً وطلب من يعقوب بعض الحسَاء الأحمر الذي كان يعدّه. لقد رأى يعقوبُ في تلك اللّحظة فرصة للحصول على البكورية التي سُلبت منه وهو في بطن أمه. لقد تفاوض وحصل على كلمة عيسو لإبرام الصَّفقة. وهكذا باع عيسو بكوريته التي نالها عنوةً، مقابل طبخةٍ حمراء. ثمَّ باركَ اسحقُ يعقوب.

لقد سمعتُ وعاظاً مشهورين يتّهمون يعقوب بأنه لصٌّ، لأنَّه سرق حق البكورية من أخيه. هذا ليس صحيحاً. فمن ساوم لشراء سلعة أو حقّ ما، عليه أن يدفع مقابل ما حصل عليهِ. وفي حالة عيسو، فقد باعَ ليعقوب وحصلَ على المقابل. إنَّها جسارة كبيرة من أخ في المسيح – وخاصة من خادم الإنجيل – أن يشير إلى أبو الأسباط، الرَّجل الذي سار بالبرّ أمام الربّ ببراهين كثيرة، كلصٍّ ومخادع.

كلمة الرَّجل فوق أفعاله. عرفَ يعقوبُ أن ينتظر الوقتَ حتى يحصل على ما سُلِبَ منه وهو في بطن أمّهِ. لقد خرج من الرَّحم ويده ممسكة بعقب عيسو، ويبدو أنّ ذاك يعني أنه سوف يستردُّ ما فقده بالقوَّة يومًا ما. وبعد ذلك طلب عيسو التوبة بدموع فلم يجدَها. احذر حتى لا تحتقر عطيّة الله. إذا قمتَ بذلك، فلن تستلمها مرَّة أخرى. آمين؟

لقد أثبتت مواقف عيسو أنه لا يصلح أن يكون الرَّجل الذي يأتي منه المخلِّص. تزوج من امرأتين أجنبيتين فقط لإثارة غضبِ والديه. وبعد عدَّة سنوات، عندما عاد يعقوب إلى كنعان، ذهب عيسو لمقابلته ومعه 400 رجلٍ مسلَّحٍ (تكوين 32: 6). ولم يفعل أيَّ ضررٍ لأنَّ يعقوب جاهد في الصَّلاة أمام الله، فغيَّر الربُّ قلبَ عيسو.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز