-
-
وَسَأَلَهُ أَهْلُ الْمَكَانِ عَنِ امْرَأَتِهِ، فَقَالَ: «هِيَ أُخْتِي». لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَقُولَ: «امْرَأَتِي» لَعَلَّ أَهْلَ الْمَكَانِ: «يَقْتُلُونَنِي مِنْ أَجْلِ رِفْقَةَ» لأَنَّهَا كَانَتْ حَسَنَةَ الْمَنْظَرِ. (التكوين ٢٦: ٧)
لا ينبغي للشَّخص الذي أصبح في المسيح خليقةً جديدةً أن يقلِّد أو يكرِّر خطأ أيِّ أحد، لأنَّ روح الله يسكن فيه. لكن من المهمِّ أن يسمح المرء لنفسه بالانقياد بالرّوح القدس، لكيلا يتَّخذ قرارات تسبِّب ضرراً كبيراً. ويجب أن يتمَّ قبول وعيش الأمثلة الكتابيَّة، وإلَّا سيبقى الباب مفتوحاً لدخول قوى الظلام. وبالتالي لا تسير في الطريق الذي يمكِّن العدوَّ من الوصول إليك ولمسك وتحطيمك.
يجب عليك ألَّا تخَف من الذي يقتل الجسد ولا يمكنه فعل أكثر من ذلك. للأسف، يعطي بعضُ الناس قيمة أعلى لسنينٍ أكثر على الأرض؛ أكثر من الأبديَّة في عالم الكمال، وذلك عندما لا يكون الإيمان كبيراً كفاية. وبالتالي، يتعثَّرون ويسقطون أحياناً، ويضلّون إلى الأبد، لكن ما يهمُّ حقاً هو الوقوف أمام الربِّ في كلِّ وقت وفي كلِّ المحن والتَّجارب، مهما كانت صعوبتها.
تجعل أزماتُ العالم الناسَ يتصرَّفون بطريقة تافهة. ولم يشعروا كثيراً بالعواقب التي لم تقترب منهم بعد حتى، وقد نفذ صبرهم فيما يتعلَّق بالأحداث المستقبليَّة. لذلك، علينا أن ننظر إلى طيور السَّماء وسنابل الحقل (متى ٢٦:٦-٣٠) لأنَّ الذي يقوتها ويلبسها هو أبونا السَّماوي، وليست لديه القيود والحدود للعمل من أجلنا. كما يريد الربُّ أن يباركك ويسدِّد احتياجاتك ويفيض بالبركات عليك.
هل كان إسحاق يقظاً عندما صلَّى في أرضه بشأن المجاعةِ؟ لاحظ أنَّه كان مستعداً للذَّهاب إلى مصرَ لإيجاد الطَّعام، لكنَّ الله أخبره عكس ذلك. إذن، لا تفشل في وقتِ حاجتك، بل كُن في شركة مع الآب دائماً وستنال تسديد احتياجاتك.
منع الربُّ إسحاق من النزول إلى مصرَ، مظهراً له المكان الذي اختاره له للعيش فيه. وهذا يدلُّ على عدم شركته مع الله في تلك الأيام. فعندما نبتعد عن راعينا، تمتلأ أنفسنا بالشّكوك فيما يتعلَّق ببالمستقبل لكن لن يفتقر للإرشادات كلُّ الذين يعيشون في محضر العليِّ، وفي ذاتِ الوقت، سيكونون في وقت المصاعب كجنَّة ريّا وكنبع مياه لا تنقطع مياهه (إشعياء ١١:٥٨). ولن يعوزهم شيء لأنَّ الربَّ راعيهم (مزمور ١:٢٣).
كانت رفقة قريبة جداً من الاضّطجاع في سرير أبيمالك (تكوين ١٠:٢٦) لكن قبل ذلك، أظهر الله لذاك الملك الفلسطينيِّ أنَّها زوجة إسحاق. لماذا لا يفعل الله ذات الأمر اليوم؟ وهل يفعل؟ كم هناك نساء ورجال يزنون، وستتم إدانتهم لاحقاً بسبب عدم توبتهم الصَّادقة، وهناك حالات مشابهة لأناس يذهبون إلى الكنيسة ويخدمون حتى. فإنَّ الموت الروحيّ هو أسوأ ما يُمكن أن يحصل للشّخص.
إنَّ دروس إسحاق هي دروس نافعة لنا اليوم. لذا، لا يجب أن يحزن الأشخاصُ الذين يكون شريكهم بين يدي الشيطان، لأنَّ الربَّ يرد كلَّ مسلوب، ويشرِّفهم وجوده إلى جانبهم. ما رأيك؟
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز