رسالة اليوم

18/11/2024 - كيفيَّة التَّعامل مع التّعبِ

-

-

كيفيَّة التَّعامل مع التّعبِ

وَقَالَتْ رِفْقَةُ لإِسْحَاقَ: «مَلِلْتُ حَيَاتِي مِنْ أَجْلِ بَنَاتِ حِثَّ. إِنْ كَانَ يَعْقُوبُ يَأْخُذُ زَوْجَةً مِنْ بَنَاتِ حِثَّ مِثْلَ هؤُلاَءِ مِنْ بَنَاتِ الأَرْضِ، فَلِمَاذَا لِي حَيَاةٌ؟». (التكوين ٢٧: ٤٦)

علينا توخّي الحذر من عدم الشُّعور باليأس من الأمور السيّئة الحادثة، لأنَّنا في غالب الأحيان نرى الخطأ على أنَّه صحيح أمامنا وسهلٌ للتِّكرار والارتكاب. فعندما قالت رفقة إنَّها مللت من أجلِ بنات حث اللاتي اتَّخذهنَّ عيسو كزوجاتٍ له، لمست رفقة بذلك قلب عيسو. وبعدئذٍ دعا زوجها يعقوبَ وأرسله إلى قريبه، أخي رفقة، ليجد شريكةَ حياته، فأطاع يعقوبُ على الفور.

لم تستطِع رفقة فهم كيف يمكن لعيسو أن يكون عديمَ الإحساس لمضايقتها. في الحقيقة، يكون كلُّ شخص ينساق من قبل العدوِّ قادراً على قتلِ أخيه، مثل قايين الذي استخدمه الشرير. فمن الأفضل الصَّلاة دائماً للشَّخص الذي تشاركه الوظيفة أو تكلِّمه عن أيِّ مشكلةٍ. فسوف يخدعك هذا الشَّخص إن كان بين يدي إبليس، وسيكذب عليك ويسرقك أو يقتلك.

إنَّ صفحات أخبار الشّرطة مليئة بحالاتٍ عن أناس سمحوا لأنفسهم الاشتراك مع إبليس الذي أظهر لهم جمال أحدهم، وبعدئذٍ مع تقدُّم الأمور أدّت للخلاف والشِّقاق والقتل، لكنَّ الذين يعيشون حياتهم ضمن معايير الإنجيل لن يسقطوا في التَّجربة. فليس من الممكن أن يقوى إبليسُ عليك إن كنت في شركةٍ مباشرة مع الله الذي وعد أن يحفظك. آمين؟

كان عيسو ذا شخصيَّة سيّئة بسبب بُعده عن الله، فقد أراد أن يتصرَّف ضدَّ أبيه وأمّه عندما تزوَّج بنساء لم يوافقا عليهنَّ. للأسف، يحدث هذا النَّوع من الشرِّ في أيامنا هذه، لكن مع مرور الوقت سوف يضرُّ أنفسهم الذين تصرَّفوا هكذا، أكثر حتى من الذين أرادوا إيذائهم. لذلك، إنَّ الّلذين أنجباك لن يتمنّيا عذابك! استقيظْ!

اعتقدت رفقة أنَّ فطنة يعقوب سوف تصبح في خطر إنْ تزوَّج من امرأة غريبة. وكما حدث في الماضي ويحدث اليوم وسيحدث في المستقبل أيضاً، يتحوَّل أعظمُ قديس إلى أعظم خاطئ عندما تسود الرَّغبة. فكُن حذراً ولا تسقط في أكاذيب الشرير الذي سيسعى جاهداً لخداعك، وكما قال يسوع إنَّه كذَّاب وأبو كلِّ كذَّاب (يوحنا ٤٤:٨). لكن يمكنك أن تثق في الربِّ لأنَّه الحقّ.

علمت أمُّ عيسو ويعقوب حتى ذلك الوقت بأنَّهما تبعا إرشادات الربِّ، وبما أنَّ الزواج هو نوع من المسرَّة، فيمكن للشخص أن ينحدر في طريق عدم الطاعة والخداع، لذلك أنَّها لم ترِد رؤية خطَّة الله تعاني من الضَّرر والخسارة. إذن، تحمَّل المسؤوليّة واحذر لنفسك ولا تكُن أحمقاً مثل الأبوين اللذين يريدان "الأفضل" فقط لأولادهما، بل اطلب فقط ملكوت الله وبرَّه وهذه كلُّها تُزاد لك (متى ٣٣:٦).

احترمت رفقة مكانةَ عيسو، فقدَّمت طلبها. أطاع يعقوبُ، وكما نرى أنَّ الربَّ قاده في كلِّ الحالات. كذلك تدلُّ عناية الله بيعقوب على أنَّ أمَّه كانت محقّة. لذا، دع القدير يعتني بك وعِش بشكل أفضل في كلِّ شيء!

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز