رسالة اليوم

19/11/2024 - بركةُ إسحاق ليعقوبَ


-

-


وَاللهُ الْقَدِيرُ يُبَارِكُكَ، وَيَجْعَلُكَ مُثْمِرًا، وَيُكَثِّرُكَ فَتَكُونُ جُمْهُورًا مِنَ الشُّعُوبِ. (التكوين ٢٨: ٣)

دعا إسحاقُ يعقوبَ قبل أن يباركه ليخبره ألَّا يأخذ لنفسه زوجةً من بنات كنعان (تكوين ١:٢٨). ونرى في أيامنا هذه بأنَّ هناك العديد من المسيحيّين الذين يتزوَّجون من أناس ليسوا من كنيسةِ الربِّ، ومن ثمَّ يقولون عندما تفشل علاقتهم الزوجيَّة إنَّهم فعلوا كلَّ ما في وسعهم ولكن بلا جدوى، فيجب أن نطيع الله. يصرُّ بعض الناس على العيش كالضَّالين، وكأنَّه لا يكفيهم ذلك، فيتزوَّجون خارج إرشادِ الكتاب المقدَّس.

كانت وصيَّة إسحاق ليعقوب واضحةً: أن يذهب إلى فدَّان أرام إلى بيتِ جدِّه وأن يأخذ لنفسه زوجةً من بنات لابان؛ ابنةِ أخي رفقة. لكنَّه لو لم يطِع تعليمات والده، لكان قد أخطأ وتعرَّض لّلوم. وسيرى من خلال اتِّباع هذه الوصايا بأنَّ الربَّ قد تكلَّم بهذه الأمور وسيكون كلُّ شيء مناسباً، إلَّا أنَّه لو تصرَّف بخلاف ذلك لفقدَ البركة. لذلك، يجب أن يكون الزّوج ليس تائباً فقط؛ بل أيضاً من عائلة الإيمان نفسها.

كانت تعليماتُ إسحاق ليعقوب مشابهة لتعليمات الكتاب المقدَّس التي يجب على ابنه طاعتها. وعلم يعقوبُ بأنَّ نجاحه يعتمد على مدى طاعته. وبالتالي، سمع من أبيه أجمل البركات على الإطلاق. كما أعلن الأبُ بأنَّ القدير سيبارك ابنه ويجعله مثمراً ويكثِّر نسله ليصبحوا جمهوراً كبيراً من الشّعوب. وكانت أهميَّة هذا الأمر كبيرة جدّاً.

نملك كأولادِ الله في المسيح الضَّمان بأنَّ الوعود الواردة في الكتاب المقدَّس هي لنا، وأنَّنا بها ومن خلالها سنكون كما وعدنا الربُّ. لذلك، يجب ألَّا نسمح للخوف بأن يخيِّم علينا لأنَّه سيتمُّ الأمر كما خطَّط العليُّ لنا. افحص كيف تقود حياتك واهرب من الخطيَّة ومن كلِّ ما يأتي من العدوِّ، وكُن خادماً أميناً وقويَّاً في الإيمان ومستعدّاً لتنفيذ الخطَّة الإلهيَّة.

يؤكِّد الإنجيل بأنَّنا إن كنَّا أمناء حتى الموت فسيكون لنا إكليل الحياة (رؤيا يوحنا ١٠:٢) وهذا يعني بأنَّه لا يمكن لشيء أن يخطفنا من يد الربِّ. ثمَّ قد وعد يسوعُ بأنَّ كلَّ من يُقبل إليه لا يُخرجه خارجاً (يوحنا ٣٧:٦). لذلك، استرِح في وعود الربِّ ولا تدع أيَّ شيء أو أحدٍ أن يبعدك عن محضر الربِّ، لأنَّه الشَّخص الذي يحفظك.

قال إسحاق إنَّ الله سيعطيه بركة إبراهيم. وبالنِّسبة لنا، نملك بركة يسوع التي لن ننساها. لذا، إن اشتدّت التَّجاربُ فلا تنظر إليها بل إلى الذي قال بأنَّه لن يتركك أو يهملك (إشعياء ١١:٥٨) وبالتَّأكيد لن يقدر إبليس أن يبعدنا عن مكانتنا الخاصَّة في الربِّ. فكُن راسخاً ويقظاً في الصَّلاة وسوف يكون الله معك.

تمتدُّ البركةُ إلى بذارك. لقد امتلك يعقوبُ الأراضي التي ارتحل إليها، تلك التي أعطاها الربُّ لإبراهيم. واليوم، إنَّ أرضنا روحيَّة ومرتبطة بوعود الكتاب المقدَّس. إذن، لا تصدِّق أكاذيب العدوِّ أو تنظر حتى إلى عروضه. وهكذا سيكون مستقبلك مجيداً. لذا لا تسلِّم نفسك للخطيَّة.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز