-
-
لقاءٌ مَع اللهِ
وَهُوَذَا الرَّبُّ وَاقِفٌ عَلَيْهَا، فَقَالَ: «أَنَا الرَّبُّ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ. الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ مُضْطَجِعٌ عَلَيْهَا أُعْطِيهَا لَكَ وَلِنَسْلِكَ. (التكوين ٢٨: ١٣)
لم يتصوَّر يعقوب أو يتخيَّل ما كان مزماً أن يراه نتيجةَ أمانته وطاعته للربِّ. فقد اجتاز في بيتِ إيل أثناء رحلته إلى فدَّان أرام، التي كانت تسَّمى "لوز" قبلاً، ورأى في حلم سلُّم يصل بين السَّماء والأرض. ولاحظ أنَّ هناك ملائكة نازلة وطالعة، بينما يقف الربُّ في أعلى السلُّم. كان لا بدَّ أن يغمر الفرحُ قلبه، خصوصاً عندما كلمه الربُّ، مؤكِّداً له أنَّه إله إبراهيم جدِّه وأبيه إسحاق.
أراد ابنُ إسحاق المطيع أن ينام الليل ليرتاح من أجل رحلة اليوم التالي، لكنَّ الربَّ فكَّر بطريقة مختلفة. فقد حان الوقت لإعلان من سيكون جدِّ يسوع المسيح في الجسد، وأتى إلى يعقوبَ في حلم. يرمزُ الحجر الذي وضعه تحت رأسه إلى إيمانه بالله، ويرمز والسلُّم الذي وضعه الله إلى الشَّركة بين القدير ويعقوب.
تكلَّم الله في الماضي إلى عبيده بعدَّة طرق، وكان الحُلم واحداً منها. وأيضاً في بعض الأحيان يحظى الشَّخص بحلم النَّهار أثناء استيقاظه، كما لو أنَّه يرى رؤيا. وبالرَّغم من أنَّ الربَّ يكلِّمنا اليوم من خلال كلمته؛ إلَّا أنَّه يستخدم أحياناً الأحلام والرؤى ليرشد ويوجِّه خطواتنا إلى الطريق الصحيح لنسير فيه. فمن المهمِّ أن نتأكَّد أنَّ الوسائل التي يستخدمها الربُّ لا تخالف التعاليم الكتابيَّة، لأنَّها إن كانت ضدَّ كلمة الله، فالحقيقة هي أنَّها ليست منه. آمين؟
أظهر السلُّم في حلم يعقوب الربَّ واقفاً في الأعلى، الأمرُ الذي يختلف عن برجِ بابل عندما حاول نمرود بناءه ليصل ويلمس السَّماء، فقد كان جنوناً محضاً! (تكوين ١١). وعرَّف العليُّ عن نفسه على أنَّه إله أبيه إبراهيم وإسحاق، لكنَّ في الحقيقة أنَّ إبراهيم كان جدَّه. هل يناقض الربُّ نفسه؟ كلا. لكنَّه أعلن هذه الحقيقة لأنَّ إبراهيم كان لا بدَّ أن يكون مرجعه الأصلي. واليوم، إنَّ مرجعنا في كلِّ الحالات ومثالنا هو يسوع.
اعتبر الله أنَّ يعقوب الذي يستلقي على الأرض، أنَّه كان يستلقي على الأرض التي ستكون له ولنسله. فلم يصلِّ يعقوب أو يطلب هذا الأمر، لكنَّه علم أنَّ الوعد الذي قُطِع لإبراهيم ولنسله سيتحقَّق الآن. فإنَّنا جميعاً ورثة هذا الوعد الذي يعني أكثر من الأرض الماديَّة، لكنَّه يتضمَّن أيضاً كلُّ البركات الكتابيَّة، لذا تمسَّك به بالإيمان كما لو أنَّه ملكك.
إنَّ أعضاء جسد المسيح هم نسل إبراهيم الذين يشار إليهم في حديث الله مع يعقوب. نحن نشكِّل مسبقاً عدداً من الملايين حول العالم، لكنَّنا سنكون مثل غبار الأرض، فسوف يتمُّ تحويل عدداً كبيراً وسيكون مجد البيت الثاني أعظم من الأول (حجّي ٩:٢). فإنَّ ما حدث في سنوات الكنيسة الأولى لا يعدُّ شيئاً أمام ما سيفعله الربُّ في الأيام الأخيرة. لذا، كُن مستعداً لهذا الامتلاك العظيم الذي سيهزُّ كلَّ العالم. سيتبارك الجميع في المسيح. هللويا!
كان الربُّ واضحاً جداً عندما وعد بأنَّه سيكون مع يعقوب أينما يذهب ولن يتخلَّى عنه حتى يتحقَّق ما وُعد به. وقاد الحلم يعقوب إلى الاعتراف ومعاينة حضور الله في ذلك المكان، بالرَّغم من أنَّه لم يعرفه (تكوين ١٦:٢٨). ومن الممكن إيجاد الربِّ في الكلمة المُعلنة، ومن خلال إيمانك بأنّك سترى مجده (يوحنا ٤٠:١١).
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز