-
-
فَاسْتَيْقَظَ يَعْقُوبُ مِنْ نَوْمِهِ وَقَالَ: «حَقًّا إِنَّ الرَّبَّ فِي هذَا الْمَكَانِ وَأَنَا لَمْ أَعْلَمْ!». (التكوين ٢٨: ١٦)
هناكَ شيء واحد وأكيد: رغبتنا بالمشاركة في نوم وحلم يعقوب. من ثمَّ، إنَّنا أعضاء جسد نسله. في الحقيقة أنَّ الله يتواجد دائماً في المكان الذي يأخذنا إليه، بالرَّغم من أنَّنا لا ندرك ذلك بحواسنا الطبيعيَّة. نحن نصلِّي بخوفٍ عندما يحلفُ شخص بأنَّه سينهي حياتنا، لكنْ إن كان الربُّ يحفظنا ويرشد خطواتنا؛ فلماذا نحاول فهم ما يدور في رحلتنا! فقط أكمل المَضي قُدماً!
يمكننا أن نطمئنَّ عند معرفتنا بأنَّ الربَّ قريب منّا، وبالتالي نحلم في وسط الليل أحلاماً رائعة ونتعلَّم من خلالها تعليماتٍ من الربِّ بشأن خططه التي لنا دور فيها. لذا، علينا أن نستيقظ ونصلّي من أجل أمر لا نعلم عنه شيئاً، وأن نتبع التعليمات اللي تلقّيناها، واثقين ومتيقِّنين بأنَّه لا شيء سوف يأخذنا أو يخطفنا من الأيدي الأبديَّة لرئيس إيماننا ومكمِّله.
خاف يعقوب وأعلن أنَّ المكان مُريبٌ. وهذا ما يجب أن نفعله في كلِّ لحظة وفي كلِّ مكان من أجل كلمة الربِّ التي نؤمن بأنَّها مسكن القدير. كما أنَّ أبواب السَّماء مفتوحة أمامنا لندخل إلى محضر إلهنا القدّوس متى شئنا لنطرح احتياجاتنا ونال القوَّة للغلبة باسم يسوع ربِّنا ومخلِّصنا.
يجب أن يكون هناك فجر للاستيقاظ وفعل ما يأمره الله، وأن يكون الوعد الذي نختاره والحجر الذي نضعه تحت رؤوسنا ركيزةً لكيلا نترك محضر الربِّ أبداً وأن نسكب المسحة على هذه العلامات في حياتنا ونمضي قُدماً بعدها وأن نستيقظ قبل الفجر، باكراً جداً، قبل أن تُشعلنا نار التَّجارب.
لا تكُن مهملاً لرسالتك المُعيَّنة من قبل العلي من خلال كبحِ يدك. هناك ملايين من الناس الذين يعيشون في الظلام، مأسورين من أرواح الممارسات غير الأخلاقيَّة التي تبقيهم عالقين في طين الأوساخ الجهنميَّة. لذا، يجب أن نساعدهم لإيجاد معنى العيش في ملء الحياة، ويجهِّزوا أنفسهم بالكامل للأبديَّة وتجميع الأمجاد للعيش قروناً كثيرة. إنَّه وقتك المناسب للتحرُّك والتصرُّف وسيعطيك الله الإحلام اللّازمة.
تمسَّك بوعدك واْبنِ عليه كدعامة أساسيَّة لحياتك وسوف تناله بمحسة الرّوح. إنَّ رسالتك مشروع طويل الأمد وسوف تتغلَّب على العقبات التي تحاول إبعادك عن محضر الربِّ. وهكذا، ستصرخ مثل بولس بأنَّك جاهدت الجهاد الحَسن وأكملت السَّعي وحفظت الإيمان ولن تخسره ولا لثانيَّة واحدة (٢ تيموثاوس ٧:٤). فلا تبِع نفسك للشرير لأنَّك اُشتُريت بدم المسيح.
اختار يعقوب أن يستلقي في مكانٍ يدعى لوز، ونام هناك في محضر الربِّ ورأى مجده في السلُّم الذي لمس رأسه السَّماء حيث ظهر الربُّ في أعلى نقطة فيه. وأبدل اسم ذلك المكان إلى بيتِ إيل، أيْ بيت الربِّ. إذن، اسعَ أن تكون أميناً مع الآب وستغيِّر بالتأكيد أسماءً كثيرةً في حياتك، فهو يملك شيئاً عظيماً لأجلك ومن خلالك. أكمل الطريق حتى النِّهاية!
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز