رسالة اليوم

24/11/2024 - مقابلةُ راحيلَ

-

-


مقابلةُ راحيلَ

فَكَانَ لَمَّا أَبْصَرَ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ بِنْتَ لاَبَانَ خَالِهِ، وَغَنَمَ لاَبَانَ خَالِهِ، أَنَّ يَعْقُوبَ تَقَدَّمَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنْ فَمِ الْبِئْرِ وَسَقَى غَنَمَ لاَبَانَ خَالِهِ. (التكوين ٢٩: ١٠)

إنَّ حياة الذين يخدمون الله مليئة بالأحداث الجميلة، ولهذا السَّبب يجب على الذين يثقون بإرشاداته ألَّا يفقدوا الأمل أو أن يتجاوزوا الخطوات. من الضروريّ انتظار التَّعليمات من القدير. ثمَّ، نهض يعقوبُ في بيت إيل بعد سماعه أجمل الوعود من فمِ الربِّ ومضى إلى أرضِ أبناء المشرق. لذلك من الهامِّ دائماً النّهوض والذَّهاب من أجل الخطَّة الإلهيَّة حتى إتمامها، وأن نمتلئ بالفرح والسُّرور. هللويا!

فرح قلبُ مختار الله ذاك، وسينجح بالتأكيد في مهمَّة إيجاد المرأة المناسبة لاتِّخاذها كزوجةٍ له، وعرف يعقوب أنَّه من خلال قيادة الربِّ له أنَّه سيتَّخذ القرار المناسب، لأنَّه سينقاد بشكلٍ رائع. كانت هناك نساء جميلات في كنعان لكنَّهنَّ لم يكُنَّ جاهزات لإتمام قصد وخطَّة الله. يصبح خدَّام الله منتصرين عندما يعمل، لذلك من الأفضل والأحكم انتظارِ تعليماته.

يجب أن يكون العثور على النّصف الآخر هو أحد الأهداف الرئيسيَّة في حياة الشَّخص؛ بعد طلبِه ملكوته وبرِّه أولاً (متى ٣٣:٦). فلا يمكن للإنسان أن يكون ناجحاً بالكامل بدون عائلةٍ مستقرّة وشريكٍ جديرٍ بالثِّقة. فهذه هي الطريقة التي خطَّطها الخالق، لذا لا تحِد أو تتراجع عن الطريق الذي رسمه الله لك من خلال كلمته. إلى جانبِ ذلك، فإنَّ الهدف الرئيسي هو استخدامه من قبل إلهه لإتمام عمله.

قاد الربُّ يعقوب إلى بئرٍ في المنطقة عند اقترابه من فدَّان أرام، مُظهراً بأنَّ خطواته كانت موجَّهة من قبل العارف بكلِّ شيء. فعلينا نحن أيضاً أن نجد لنا بئراً مثل هذه حتى يكون لدينا كخدَّام الله ماء الحياة، أيْ يسوع المسيح. لكن لا يمكننا فعل شيء بلا محبَّة ونعمة ورحمة الله، والمثابرة هي المفتاح لذلك والبقاء على يقين بأنَّنا سنسمع يوماً ما "هذه هي البئرُ"!

شاهد يعقوب القطعان الثلاثة ملقاةً عند البئر، والتي كانت لها أهميَّة كبيرة بالنِّسبة له. يشبه الأشخاص العطاش القطعان، فإنَّهم يعيشون بسلام لكنَّهم بحاجة إلى الارتواء والتغذية والحماية والعناية والرضا، وأن يقتربوا جداً من الربِّ الذي يدعوا جميع العطاش إلى الإتيان إليه والارتواء من ماءِ الحياة (رؤيا يوحنا ١٧:٢٢).

ليس هناك صدفة في الإيمان، لكن كما شعر بأنَّ البئر كانت بداية النَّجاح في حياته، وسأل يعقوب الرِّجال الذين كانوا بالقرب من المكان الذي كانوا فيه، وأيضاً إن كانوا يعرفون لابان. وبالتالي أشاروا إليه ليرى راحيل التي جاءت مع قطيعها. وعلى مرأى ومسمع من تلك الصورة، فتح يعقوب فمه وأدرك أنَّ في تلك العذراء كل ما جاء يبحث عنه. وامتلأ قلبه فرحاً عند رؤيتها، وسرعان ما تولَّى موقعه على تحريك الحجر من أعلى البئر وسقى القطيع.

قبَّل يعقوب لاحقاً عروسه المعيَّنة ومحبوبة قلبه ورفع صوته وبكى. كان هذا بكاء الفرح كما لو كان يقول: "شكراً يا رب!" كان الأمر يستحقُّ الانتظار. أخيراً، لن يخيب أمل كلُّ الذين يعرفون طرق الربِّ إنْ وثقوا فيه. هللويا!

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز