رسالة اليوم

26/11/2024 - التهرُّبُ منَ الّلومِ

-

-


لِمَاذَا هَرَبْتَ خُفْيَةً وَخَدَعْتَنِي وَلَمْ تُخْبِرْنِي حَتَّى أُشَيِّعَكَ بِالْفَرَحِ وَالأَغَانِيِّ، بِالدُّفِّ وَالْعُودِ، (التكوين ٣١: ٢٧)

لا ينبغي للشّخص الوثوق بالأشرار الذين يسعون فقط لمنفعتهم الشخصيَّة، إلى درجة إلحاق الضَّرر بأقربائهم. فإنَّ كلمات الذين لا يعبدون الله لها سمُّ الثُّعبان، لأنَّه لا يمكن الاعتماد عليهم، وما يؤكِّدون صدقه يكون غالباً جنوناً أو كذبة جريئة. ليس من الجيِّد أن تحظى بهذا الشخص كرئيسِ عملك وشريكك أو حتى صديقك. كما أنَّ المسيحيِّين أبرياء مثل خراف الربِّ الذين لا يلاحظون الخطر.

تحدَّث الله مع يعقوب وقال له إنَّه الوقت المناسب للرجوع إلى كنعان، إرضه، لأنَّ هناك كان الوعد له بأنْ يرث الأرض بحسب العهد الذي قطعه العليُّ لإبراهيم وأكَّده لإسحاق. لذا عندما يخبرك الله شيئاً، فيمكنك أن تتأكَّد تماماً بأنَّ هذا هو الأفضل لحياتك. لكنَّ الذين يشكُّون أو يتساءلون فيما إنْ كان يجب أن يطيعوا الربَّ؛ يشيرون بذلك إلى عدم إيمانهم به. فالربُّ ينطق فقط بالصِّدق.

كانت مدَّة تلقّي يعقوب لدروسه طويلةً جداً وشاقّة، ووحده الله يعلمُ سبب مروره بها. لكنَّ ابن إسحاق ذاك لم يتجاهل أبداً الإرشاد الإلهي لأنَّه علم أنَّه بإمكانه الوثوق بالخالق. لا يوجد خادم للعلي لم يجتَز في مصاعبٍ كبيرة في الوصول إلى المكانة المعيَّنة. وأحياناً من دون سبب وجيه، يتكبَّر الأشرار على أبناء الله، حتى أقرب الأصدقاء إليهم.

كان العليُّ مع يعقوب دائماً ومنحه الدعم الّلازم. بالإضافة لذلك، لاحظ الله وأدرك كيف كان لابان دائماً يستغلُّ عمل يعقوب. إنَّ مدرسة الربِّ مهمَّة للغاية لأنَّه في وقت ما سيصنع تلميذه اسماً لنفسه. بالتأكيد، لم يكُن يعقوب الشخص الوحيد الذي يتعلَّم من هذه التجارب، بل أيضاً أولاده الذين سيتمُّ استخدامهم لاحقاً، فسوف يتعلَّمون من والدهم.

لو لم يأخذ يعقوب زوجاته وأولاده وينحدر بهم إلى كنعان لمَ سمح لهم لابان عديم الرفقِ والأخلاق وعابد الأوثان بالمغادرةِ. لكن يطيع الربَّ فقط الأشخاص الحسّاسين والحكماء عندما يصدر أمره، وأمّا الذين يتردَّدون في طاعتهم ويرفضون ببساطة إطاعة ما أمرَ به، لن يقدروا لاحقاً عندما تأتي المعاناة أن يلوموا القدير أو أحداً آخر!

إنَّ السُّبل التي يعلِّمنا بها الربُّ هي الأفضل والأكثر تقديراً لأنَّها تجهِّزنا للخوض في المصاعب والضيقات خلال إقامتنا في هذا العالم. فلا تتراجع أو تنسحب من دروس الربِّ لأنَّك سترى في النِّهاية كم أنَّ كلَّ واحد منها هامٌّ. سوف نتعرَّض في هذا العالم للضيقات والمصاعب لكنَّنا سننتصر مثلما انتصر يسوعُ (يوحنا ٣٣:١٦)! لذلك، لا تفشلْ!

علم يعقوب من هو لابان وما كان قادراً أن يفعله. إلى جانبِ ذلك، لم يطارد هذا الرَّجل حياة يعقوب لأنَّ القدير قد سبق وأنذره، فقد تدخَّل الله في الظهور له في الحلم، قائلاً له ألَّا يؤذي يعقوب، ابنه وعبده (تكوين ٢٤:٣١). لذلك، يمكنك أن تستند على معونة الآب عند تعرُّضك للاضطهاد ولن يخزيكَ أبداً. آمين؟

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز