رسالة اليوم

27/11/2024 - الصَّلاةُ التي تغلبُ

-

-

 

نَجِّنِي مِنْ يَدِ أَخِي، مِنْ يَدِ عِيسُوَ، لأَنِّي خَائِفٌ مِنْهُ أَنْ يَأْتِيَ وَيَضْرِبَنِي الأُمَّ مَعَ الْبَنِينَ. (التكوين ٣٢: ١١)

كانت العودةُ إلى كنعان تحت إشراف الله، لكن لا يعني هذا بأنَّ الأمر كان مُريحاً ومضموناً كما نريده أن يكون، لكنَّ الربَّ سيُظهر عظمته ليعقوب، طالما أنَّه سيجاهد في الصَّلاة. في الحقيقة أنَّه إنْ كان العليُّ هو من يقود الظروف، فلا يوجد مبرّر للقلق بشأن التهديدات والمخاطر القادمة من البشر والشيطان، أو حتى من نقص الموارد، فإنَّ القدير يمكنه تسديد احتياجاتنا.

لا نعلم إنْ صلَّى يعقوب لله لكي يوبِّخ لابان في حال طارده ليؤذيه، لكنَّ لابان قد توبَّخ. من ثمَّ تقابل يعقوب مع العبيد الذين أرسلهم إلى عيسو الذي يريد قتله، لكي يخبره بأنَّه ذاهب إلى كنعان. فخاف عندما علمَ بأنَّ أخاه عيسو سوف يقابله مع ٤٠٠ رجلٍ، فاتَّخذ التدابير لتغيير النَّتيجة.

دخل في الصَّلاة وتحدَّث إلى الله واثقاً بأنَّه سيحسن إليه، وذكَّر الربَّ كيف عبرَ بعصاه وقسَّم مجموعته إلى قسمين (الآية ٧)، فإنَّنا من خلال الصَّلاة والاعتراف بما قاله وفعله الله ننال القوَّة وتشديد الإيمان ونصل ونلمس قلبَ القدير، ولا نخزى عندما نصلِّي ونؤمن ونعترف بأنَّنا نريد التدخُّل الإلهي.

اعترف يعقوب بأنَّه صغير عن جميع الأمانة والألطاف التي صنعها الله معه (الآية ١٠). والآن، سيفعل الربُّ شيئاً، لكنَّ الحرب لم تُربَح حتى الآن. وكان ما يزال عليه فتحُ قلبه أكثر، طالباً بإرشاد الروح القدس ألَّا يتمَّ التخلّي عنه (الآية ١١). وعلم يعقوب أنَّه إنْ تمَّ التخلّي عنه فلن ينجو.

ثمَّ تقدَّم إلى الأمام سريعاً إلى النقطة المحدَّدة وسأل الله أن ينجّيه من يد أخيه لأنَّه علم طبيعة عيسو ونيّاته. حتى أنَّه ذهب أبعد وقال إنَّه خائف من أن يقتله عيسو مع عائلته! لذا، لا تتهاون وتسخر من تهديدات الناس الذين يستخدمهم إبليسُ، لأنَّهم يمكن أن يؤذوك فجأة ويسبّبوا لك خسارة كبيرة أو حتى يقتلوك. احتاج خادمُ الله ذاك إلى النَّجاة الذي يأتي فقط من الله.

ذكَّر وريثُ الموعد القديرَ بالكلمات التالية: "وَأَنْتَ قَدْ قُلْتَ: إِنِّي أُحْسِنُ إِلَيْكَ وَأَجْعَلُ نَسْلَكَ كَرَمْلِ الْبَحْرِ الَّذِي لاَ يُعَدُّ لِلْكَثْرَةِ". (التكوين ٣٢: ١٢). فمن الجيِّد دائماً تذكُّر أيِّ إعلان من إعلانات الآب التي تخصُّك لأنَّه أمين بتحقيق وعوده. ثمَّ أمضى يعقوب الليلة في مَحنايْم وأرسل هديَّة إلى عيسو (١٣:٣٢) لكنَّ الهديَّة الحقيقية هي تلك التي تأتي من الربِّ الذي سيمحو كلَّ بغضة من قلبِ أخيه.

كان خوف يعقوب كبيراً لذلك جعل كلَّ عائلته تعبر مخاضة يبّوق، وصلَّى كثيراً حتى صارعه رجلٌ حتى طلوع الفجر، ثم دعا اسمه إسرائيل لأنَّه تصارعَ مع الله وغلب (الآيات ٢٤-٢٨). والأكثر من ذلك، لقد غيّر الله قلبَ عيسو، كما أنَّه سيغير كلَّ شيء من خلال استجابته لصلاتك.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز