رسالة اليوم

28/11/2024 - الضَّرورةُ القُصوى

-

-

فَقَالَ يَهُوذَا لِثَامَارَ كَنَّتِهِ: «اقْعُدِي أَرْمَلَةً فِي بَيْتِ أَبِيكِ حَتَّى يَكْبُرَ شِيلَةُ ابْنِي». لأَنَّهُ قَالَ: «لَعَلَّهُ يَمُوتُ هُوَ أَيْضًا كَأَخَوَيْهِ». فَمَضَتْ ثَامَارُ وَقَعَدَتْ فِي بَيْتِ أَبِيهَا. (التكوين ٣٨: ١١)

كان إبليسُ يسعى جاهداً كيلا يأتي المسيّا، فكان لا بدَّ أن يأتي المخلِّص من سبطِ يهوذا. إنَّ سقوط الشَّخص المخلَّص يعدُّ دائماً انتصاراً لقوى الظلام، إبليس، وبالتالي يمكنه أن يعطِّل خطَّة الربِّ لتلك النفس وانتشار الإنجيل.

لم يفهم الكثيرون مّمن خسروا نفوسهم في الخطيَّة بأنَّ التَّجارب التي عانوا منها لا يجب أن تُقبل، لكونها سعياً من الشيطان لمنعهم من تنفيذ الإرساليَّة العظمى لفداء شخص أو أكثر.

دفع اثنانُ من أبناء يهوذا الثَّمن بحياتهما بسبب عصيانهما الربِّ، لأنَّه لا يتساهل مع الذين يعطِّلون خطَّته. وبالتأكيد أنَّ الربَّ تحدَّث إلى هذين القلبين حتى لا يتجنبا إنجاب الأبناء، لكن لأنَّهم لم يتجاوبا معه كان العقاب قاسياً جداً (الآيات ٧-٩). كما يرينا هذا أيضاً أنَّ رسالةَ إبليس الرئيسيّة هي عدم السَّماح لأيِّ شخص بسماع الحقِّ لأنَّه يعلم أنَّ الذين يصغون إلى الربِّ سيتباركون بالتأكيد.

كان الهدف من ارتداء ثامار للفستان كالعاهرة هو تحقيق الله لوعده، وهو أكثر فعل مجنون يمكن أن يفعله شخصٌ يخاف الله (الآيات ١٢-١٨). لا ولن توجد في القداسة حدود للمسيح ليعلن عن نفسه للعالم، فإنَّ الربَّ سيفعل كلَّ ما يلزم لنشر الإنجيل وربح العالم، طالما أنَّ الكنيسة تفهم وتستخدم القوَّة المعطاة لها وتصلِّي لتقييد وأسرِ قوى الظلام.

انضمْ إلى هذا القصد والمشروع واجعل الربَّ يفرح، وتحدَّث عن المحبة الإلهيَّة وساعد الذين يطيعون أمر الربِّ في "الذَّهاب". لا يتعلَّق الأمر بوضعك المادي لأنَّ كلَّ مساهمة تمسُّ قلب الله، وهو لا يريد أن يضل أحد. لذا، علينا أن نحمده ونشكره على هذا الامتياز والفرصة للتحدُّث في جميع البلدان اليوم عن الخلاص الذي في يسوع.

رأت ثامار أنَّ وعد الله لن يتحقَّق إن اتَّكلت على يهوذا وابنه شيلة، لأنَّ الاختلاف في العمر للثاني كان كبيراً. وكان لا بدَّ أن تتزوَّج برجل ثانٍ وتنجب أولاداً كثيرين كما أرادت، لكنَّ الزرع يجب أن يأتي من إبراهيم وسبط يهوذا. ولكانت قد تعرَّضت لخطر الرجم لو أنَّها أخطأت أو أنَّ يهوذا أنكر أنَّهما مارسا العلاقة معاً، لكنَّ الدليل الذي في يد ثامار لم يموِّه الحقيقة.

كانت حكمة ثامار مباركة لطلب الضَّمان، بالرَّغم من أنَّها كانت مُقادة من الربِّ. إنَّ ردَّ فعل يهوذا على علمها بأنَّها ستنجب طفلاً يُظهر ميل الإنسان لتنفيذ دينونة الكتاب المقدَّس وكلمته الخاصة. في البداية، يجب أن تكون ثامار سعيدة بعدم انتظارها إلى أن يتمَّ تبنِّيها لشيلة.

يمكن فقط للذين يستخدمهم القدير أن يطيعوا وصاياه حتى لو قادتهم تلك الأخيرة للموت، ولكن هذا لا يحدث للذين يقودهم الرّوح القدس. لو لم يولد فارص، فما كانت خطَّة الله؟ (الآيات ٢٨-٣٠) نشكرك يا ربُّ! وشكراً لكِ يا ثامار! آمين!

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز