-
-
فَخَافَ الرِّجَالُ إِذْ أُدْخِلُوا إِلَى بَيْتِ يُوسُفَ، وَقَالُوا: «لِسَبَبِ الْفِضَّةِ الَّتِي رَجَعَتْ أَوَّلاً فِي عِدَالِنَا نَحْنُ قَدْ أُدْخِلْنَا لِيَهْجِمَ عَلَيْنَا وَيَقَعَ بِنَا وَيَأْخُذَنَا عَبِيدًا وَحَمِيرَنَا» (تكوين18:43)
عندما يخطئ خادمُ الله يتخيَّل أشياءً كالأطفال. على الرُّغم من أنه يجب أن يمرَّ بتجارب رهيبة، إلَّا أنه يجب أن يصحِّح طريقه مع الربّ حتى يُقطع رباطُ الألم. ومن ناحيةٍ أخرى، عندما يُرشده الله ويقوده، لا ينبغي أن يخاف من المُستقبل. لأنَّ العليُّ لا يقود أحداً إلى الانصياع لأمر الشَّر، لكنّه يضع خادمَه في موقع السِّيادة حتى يتمكن من العيش في الحقيقة والسُّلوك حسبَ الحقّ.
لماذا تخاف أو ترتعب ما دام لديك ضمانٌ سماوي أنّك لن تُترك وحدك أبدًا، وأنه لن يستطيع شيءٌ أن يفصِلك عن محبّة الله (رومية 38:8). هذا هو الوقتُ المناسب للتّحلي بالشَّجاعة وعدم التفكير في أشياءٍ لا طائل منها، والسَّعي عبثًا لتجنُّب المعاناة. الآن، إلى جانب تعاليم الله التي يقدمها لك حتى تتمكن من الحصول على حقوقك في يسوع، لديك قوة الرُّوح القدس لكسر كلِّ وأية قيودٍ للشّيطان. اغتنم فرصتك الآن.
مهما استفزّك الآخرون. افهم أنك لن تسقط أبدًا إذا كنت تنتمي إلى الله، وعندما يبدو كلّ شيء ميؤوسًا منه، سيتدخّل في العمل ويخلِّصك تمامًا. نحن نعلم هذا: يدُ الربّ لا تتراجع أبدًا، بل على العكس، ستمتدّ لتستخدمها دائمًا. أنا متأكد من أنَّ الذين يؤمنون سينتصرون في المعارك التي تُخاض باسم يسوع لأنه لا يعرف الهزيمة. الله هو نصرُك.
من يستطيع أن يوجّه اللومَ لك إذا سلكتَ في البرّ والقداسة؟ أين هذا المُشتكي الذي يشير بإصبعه إلى ابن الله الذي يفعل مشيئته؟ لا تكن جبانًا أو لئيمًا. نفِّذ ما قرَّره القدير ولن تُهزم أبدًا في كلّ شيء، في كلِّ مكانٍ وكلِّ زمانٍ، لأنّ كلّ الأسلحة التي قد تُصنع ضدّك سوف يتمّ تدميرها- ببرّ وسلطان اسم يسوع - (إشعياء17:54أ) هليلويا.
ليس على خدّام الله، أبناء وبنات الله، أن يعيشوا في شكٍّ وعدم يقين وخوفٍ، ممّا يسمح للعدوّ بمهاجمتهم من خلال حِيلهُ المدمِّرة. ولكن يجب أن يحيوا واثقين بالله الذي أحبَّهم، يجب عليهم أن يعترفوا بأنهم أكثر من منتصرين (رومية 37:8). وهكذا سوف ينتصرون في كلّ ظرفٍ وحالة. لم يعُد إخوة يوسف الأشرار يتذكرونه فيما بعد. وعندما نالوا الغفران الإلهي، أصبحوا أحرارًا في عيش الحرّية الحقيقيّة التي تأتي مع الإيمان بالربّ.
لم تدخلوا إلى حضرة الآب لتحاكَموا على الشَّر الذي فعلتموه في زمانِ جهالتِكم (أعمال الرسل 17: 30). الربُّ يمنحكم الحرّية التي أنتم في حاجةٍ إليها دائمًا؛ وفي أحيانٍ أخرى، نظرًا لكونك مقيَّدًا بأفكارٍ سيّئة، فأنت تعتقد أنّه محكوم عليك بما يتجاوز كلَّ أملٍ أو احتمال. افرح لأنَّ المسيح قد أزال عنك مخاوفك وإدانتك. لذلك لا تخضع أبدًا لقوى الشَّر من الآن فصاعداً؛ كُنْ حرّاً تماماً وكاملاً! اتكل على الربّ يسوع وكُنْ ذلك الشَّخص الذي جعلك عليه دائماً.
لا تسمحوا لأنفسكم أن تعيشوا بشكلٍ سلبي، بل كأحرار في الربّ يسوع. لا يستطيع الشَّيطان أن يستعبدَكم فيما، لأنَّ خلاصَكم وحرَّيتكم قد تم شراؤهما لكم. لا تنحني للعدوّ. كُنْ حرَّاً تماماً في المَسيح، الآن وإلى الأبد.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز