رسالة اليوم

02/12/2024 - قرارُ المُنتصِر

-

-

قَالَ إِسْرَائِيلُ: «كَفَى! يُوسُفُ ابْنِي حَيٌّ بَعْدُ. أَذْهَبُ وَأَرَاهُ قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ» (تكوين28:45)

عندما باعوا يوسُف، كانت الكلمة التي قالها إخوته لأبيهم هي أسوأ كلمة يُمكن أن يسمعَها على الإطلاق، لأنّ ابن حبيبته راحيل، التي رأى فيها إرادة الله العاملة، بحسب هؤلاء الرِّجال، قد مات. ولا شكَّ أنَّ قلبَ الأب لا يحتمل ذلك. ربما سأل نفسه: «كيف يسمح الربُّ، حاميي الأمين بمثل هذا الأمر؟ إنَّ برودة قلوب أبناء يعقوب العشرة الآخرين وما تكلّموا بهِ. قد أضفتْ بعض المصداقية على كذبتهِم.

هناك أشياءٌ تُقال لنا ونحكم عليها بأنّها مستحيلة، لكنَّنا نقبلها على الرُّغم من عدم ثقتنا الكاملة بها. ففي نهاية المطاف، البركة تتعلّق بإسرائيل ونسلهِ. ألا يمكن أن يُنقذ اللهُ الشَّاب؟ وما هو الهدف والخطة التي يريدها لحياته؟ لا بدَّ أنَّ يعقوب تذكر راحيل عندما بكتْ قائلة إنّها عاقرٌ وغير قادرة على الولادة. طلبتْ ولدًا من زوجها، والذي انزعج بدوره وقال إنَّ ذلك ليس في خطةِ الله. لقد عملَ يعقوبُ أربعة عشر عامًا ليكسبَ يدَ حبيبته للزّواج. فكيف يُمكن للربّ أن يتركه؟ ما الخطأ الذي ارتكبَه؟ كانت هناك شكوكٌ في قلبهِ.

خلالَ سبع سنوات حدثتْ مجاعة شديدة في تلك المنطقة. شهدتْ مِصرُ وكنعان حالات جفافٍ شديدة دون هطول أمطارٍ على الإطلاق. لو لم يُرشد الله يوسُف ويستخدمه، لماتَ الملايينُ من النّاس بالتأكيد. جاء الآلاف من جميع أنحاء مِصر والدّول المجاورة طلباً للقمح، فتمكن فرعون من شراء كلّ الأراضي لأمته. لقد كان يوسُف بركة أكيدة لتلك البلاد، وبالتالي أغنى فرعون كثيراً.

كلُّ ما نحتاجه هو أن يكون لدينا خادمٌ لله في البيت أو العَمل، لأنّه سيعرفُ القادم من الربّ بالتأكيد. وبالتالي فإنّ اتِّخاذ الخطوات والإجراءات اللَّازمة سيُخرج النَّاس من الأزمات كما لم تكنْ موجودة. لقد أنقذَ الأخُ المرفوض الأسرة بأكمِلها، وفي تلك الظروف، نقل إخوتُه الأخبار السَّارة إلى الأب البالغ من العمر 130 عامًا، مُعلنين أنَّ يوسُف على قيد الحياة. من المؤكد أنَّ هؤلاء الأشرار لم يتوقعوا أبدًا أن يحدثَ مثل هذا في يومٍ من الأيام.

وصلَ إخوة يوسُف إلى كنعان بمركباتِ فِرعون وعرباته. في البداية، اضطربتْ روح يعقوب، لأنَّ احتمالَ أن يكون ابنه الحبيب على قيد الحياة بدا أكبر من أن يكون حقيقيًّا. ولكن عندما رأى تلك العربات التي جاءت لتأخذه ليرى ابنه - الذي لم يكن ضائعًا أو مقتولًا، ولكن تمَّ بيعه كعبدٍ وأصبح حاكمًا لتلك الأرض العظيمة الشّاسعة - تسارع قلبُ يعقوب وأصبح أقلَّ وزنًا، وبقوّةٍ قالَ "كفى!" لم يهتم بعمرهِ، وخرج ليرى ابنه يوسُف.

الفرحُ والبهجة بالبشارة أنعشتْ يعقوب. لذلك قرَّر الذهاب إلى مِصر قبل وفاته ليجتمع بابنه يوسُف. عندما يُنعم علينا أمرٌ هام، تفرح قلوبنا كثيرًا، ومن خلال هذا يبيِّن لنا القديرُ الاتجاهات التي يجب أن نتبعها. لم يأخذ أبو الاسباط عمره بالاعتبار وأعدَّ كلَّ شيء للمغادرة. ولكن كان عليه هو ومن معه، المرور عبر بئر السَّبع، وهو مكان ذو أهميّة كبيرة بالنِّسبة له.

إذا أحبطك أمرٌ ما، فاسأل الله أن يُرزقك بخبرٍ أو كلمة تفرح قلبك. عندما تتلقى الإرشاد، سيكون ذلك كافيًا لك كي تؤمن وتتابع سيرك. كلُّ ما نحتاج إليه هو كلمة منه حتى يُشفى خادمنا المُقعد المعذّب كثيراً، على سبيل المثال. عندما تُرسل إليك الكلمة وتقبلها، آمنْ أنَّ مشكلتك قد حُلَّتْ. قال يعقوبُ "كفى!" لأنَّ الحقَّ يخلِّص ويجدِّد ويحرِّر ويُحيي ويُعيد الطاقات. في الواقع، لقد رفع الربُّ إسرائيل.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز