رسالة اليوم

03/12/2024 - ابقَ على اتِّصالٍ معه

-

-

أنَا أَنْزِلُ مَعَكَ إِلَى مِصْرَ، وَأَنَا أُصْعِدُكَ أَيْضًا. وَيَضَعُ يُوسُفُ يَدَهُ عَلَى عَيْنَيْكَ» (تكوين4:46)


وعدَ الربُّ يعقوبَ أن يكون معه أينما ذهب أثناء رحلتهِ إلى مِصر مراتٍ عدّة، وعندما نزل إلى مِصر، أكد القديرُ وعدَه. لذلك لا ينبغي أن يخاف يعقوب من الذّهاب إلى أرض فرعون لأنَّ الله كان في المَشهد. إذا كان هذا صحيحًا مع رئيس الاسباط العبراني، فلماذا لا يكون صحيحًا معنا عندما نطلب منه المساعدة؟ في الواقع كلُّ قراراتنا يجب أن تُتّخذ أثناء شركتنا معه.

عندما يأتي الربُّ معنا نتمتّع بحمايته. ويزولُ الشَّك إذا كان لدينا ذلك حول احتمالية السَّفر أم لا، إذا لم يَعِد الله أن يأتي معنا، فعلينا أن نتوقف عن أيّ تحرُّك آخر في هذا الاتجاه. والسَّير دونه يعني البحث عن المتاعب، لأنَّ العدوَّ، الذي يعلم أنّنا وحدَنا، سيُهاجمنا بالتأكيد ولن نتمكّن من المقاومة.

يجب أن نحرصَ ألّا نخاف عندما يكون الله إلى جانبنا أو أمامنا؛ وإلّا فلن يتمكَّنَ من إنقاذنا. لماذا الخوفُ طالما أنّ الربّ القدير قد وعدَ بالذّهاب معنا؟ إذا كانت هناك أيّ مفاجآت غير سارة فقط اطلب منه أن يشفع أو يتدخَّل، لهذا السَّبب وعَدنا أن يكون معنا خلال الرّحلة. أنا متأكدٌ أنّ العليَّ سوف يُظهر لنا في الأبدية معونته الكثيرة لنا. هللويا

أكّدَ الربُّ أنه سوف يردُّ يعقوبَ إلى كنعان، لكن هذا لم يتحقّق في حياته لأنَّ يعقوب ماتَ في مِصر. تمَّ تحنيطه ونُقلَ إلى كنعان حيث دُفِنَ. سنعرفُ في السَّماء فقط ما إذا كان يعقوب يفضِّل البقاء في مصر لفترة أطول. هناك أشياء لا نفهمَها الآن ولكن يومًا ما سنعرف القصَّة كاملة.

لقد كان موتُ يعقوب جميلاً. وشعوره بأنَّ وقتَ انضمامهِ إلى والديه الراقدين قد اقتربَ، بارك كلَّ ابن وتنبّأ عن حياتهم. ثمَّ ضمَّ قدميه ومات. ألقى يوسُف نفسه على أبيه وقبَّله (تكوين 50: 1) وتمَّم الكلمة التي تُعلن أنَّ موت قديسيه عزيزٌ في عينيهِ (مز 116: 15). لذلك ليس هناك سبب للندم أو الحزن على رحيل أيّ شخص خدم الله بالرُّوح والحقّ.

ليس علينا اليوم أن نطلب بركة إبراهيم وإسحق ويعقوب لأنّنا ورثة لهم، بل علينا أن نقبل المسيح ونتمتع بغنى نعمته. كما يجب علينا أن نقوم بنفس الأعمال التي قام بها، عالمين أنها سوف تتحقق في خدمتنا عندما نطلب الله أبو ربنا ومخلِّصنا يسوع، لأنّنا وارثين لله أيضاً في المسيح. ففي نهاية المطاف، نحن جزء من جسَد المسيح وسوف يكرمنا الله فيهِ.

لقد أكملَ يسوعُ الوعدَ للآباء عندما قال أنّه سيكون معنا كلَّ الأيام! حقًا، لدينا أفضلَ ما لله خلال رحلتنا على الأرض بأكملها، فلدينا حضور الابن الذي هو الله مع الآب، وبالتالي القدير، الذي أُعطي كلَّ سلطانٍ وقوّة في السّماء وعلى الأرض. آمين؟

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز