-
-
وَأَخَذُوا مَوَاشِيَهُمْ وَمُقْتَنَاهُمُ الَّذِي اقْتَنَوْا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، وَجَاءُوا إِلَى مِصْرَ. يَعْقُوبُ وَكُلُّ نَسْلِهِ مَعَهُ (تكوين6:46)
قدَّمَ يعقوبُ ذبائح لإله أبيهِ إسحاق في بئر سبع. ولم يكنْ الربُّ قد كشفَ اسمَه لأحدٍ بَعد. وهناك كلَّمَ يعقوبَ في الرؤى والأحلام ودعاه باسمهِ مرتين. وعندما أجابَ الربَّ أنَّه هناك، تحدَّث الربُّ إلى رئيس الآباء، وأظهر ليعقوب أنه لا داعي للخوف من النّزول إلى مصر، لأنَّ الله يريد أن يجعل منه أمّة عظيمة. فخرج يعقوبُ ونسله كلّه إلى أرض فرعون مؤمناً أنَّ لن يتركهُ.
أخذه أبناؤه ونساؤهم وأطفالهم في العربات التي أرسلتها الحكومة المِصرية. لقد بدأت خطوة أساسيّة في حياتهم. على الرُّغم من أنهم كانوا مجموعة صغيرة مكونة من بضع عشرات من الأشخاص، إلَّا أنهم سرعان ما تكاثروا ونموا حتى خافَ المِصريون منهم. وبموت فرعون الذي استقبلهم بشكلٍ جيّد، تحوَّلَ العبرانيون إلى عبيدٍ وعانوا كثيرًا.
لم يَعد نسلُ يعقوب يمارسون الإيمان الذي كان لدى إبراهيم. لذلك استطاع الشَّيطان أن يضطهدهم مع مرور السّنين، والعجائب والمعجزات التي صنعها القدير مع أبائهم إبراهيم وإسحاق ويعقوب طُرِحتْ جانباً. وهكذا سقط العبرانيون في قبضةِ حاكم مِصر، الذي لم يذكر الخير الذي عمله يوسُف مع أبيه عندما فسَّر أحلامهُ.
إنَّ رحيلَ إسرائيل إلى مِصر هو مثالٌ جيّد لِما يجب أن نفعله عندما يكشفُ لنا الله خطّته. وبنفس الطريقة والأسلوب الذي فعلوه، لا تذهب فارغاً لتفعل مشيئته، ولا تترك شيئًا خلفك. فلا تعتقد أنّ عليك العودة. لئلّا تعصى الربَّ عندما يحدث هذا.
ذهبَ يعقوبُ ونسله إلى مِصر بكلِّ ما لهم. حتى أنَّ ماشيتهم وكلَّ مقتنياتهم التي اقتناها في كنعان نُقِلَتْ معهم. لقد فهِموا أنّهم سيبقون هناك حتى يُعيدهم العليُّ في الوقت المناسب. وبالمثل، إذا أرسلك الله لمهمَّة في أرضٍ أخرى، فخُذ معك كلَّ ما تملك ولا تترك شيئاً خلفك، فإنَّ ذلك سوف يُرهق ذاكرتك وستميل إلى العودة للحصول عليه. ولكن إذا كانت قوّتك هي كلّ ما تملكه الآن، فسوف تكون حرًّا كي تشغّل عقلك فقط بما يملكه الله لك.
ذهبَ إسرائيلُ وعائلته طائعين الربَّ رغم التقدّم في السنّ. وكان هدفهم هو تحقيقُ مشيئة الله في حياتهم. لقد تمّ استقبالهم بشكل جيّد في مِصر ممّا يؤكد مشيئة الله وقصدهِ لهم. وكان الربُّ قد وعد إبراهيم أن يردَّ نسله من هناك بعد 430 سنة. علينا أن نستمع وننفّذ جميع قراراته وأوامره.
ذهبَ الجميعُ إلى مِصر، حتى رئيس الآباء ونسلهِ كاملاً. إنَّ الوحدة الكاملة للجميع في هذا المشروع الذي بدأ قبل سنواتٍ عديدة، حتى عندما لم يكن يعقوب قد وُلد بعد، مكَّنتْ جيش الله من دخول تلك الأرض، وعندما غادروا، غادرتْ القوة الإلهية معهم، موضحة أنَّ القدير أمينٌ في كلّ مكان دائمًا. هللويا
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز