-
-
فَأَرْسَلَ يَهُوذَا أَمَامَهُ إِلَى يُوسُفَ لِيُرِيَ الطَّرِيقَ أَمَامَهُ إِلَى جَاسَانَ، ثُمَّ جَاءُوا إِلَى أَرْضِ جَاسَانَ. (تكوين28:46)
عرفَ يعقوبُ كيف يوجِّه أسرته على الرُّغم من تقدّمه في السّن. وقد قادَ بيتهُ طوال حياته. في الحقيقة، أحد أعظم الأعمالِ التي كان عليه أن يقومَ بها لم يفعلها بعد: إعطاء البركة لنسلهِ. لقد تعلّم أبناءُ يعقوب أن يحترِموه، على الرُّغم من أنَّ البعض قد ألحقوا به أذى عميقًا، إلَّا أنَّ رئيس الآباء كان يباركهم حسب إرشادِ الربّ. كخدّام الله، كانوا يحترمون والدهم، لأنَّ يعقوب خدم العليَّ أيضًا. يا له من مثالٍ!
يجب أن يتعلّم المخلَّصون كيفية خدمة الربّ حتى لا ينفتحوا على العدوّ أو يسمَحوا للشَّر بالدُّخول إلى حياتهم. لدينا السُّلطان على الشَّر وعلى كلِّ من في بيتنا، ولكنَّنا أيضًا تحتَ سلطان الذين وضعَهم الله في عملهِ لتنفيذ مشيئتهِ. فلا ينبغي لنا أن نعارضَهم أبدًا لأنّهم أفضل ما أعطانا إيّاه. أحبِبْ قراراتِ الربّ.
لن يستمرَّ البيتُ أو الإرساليّة عندما لا يتم استدعاء سلطان الله وتوجيهه لإدارةِ عملهِ، فالذين يثورون ضدَّ التوجيهات التي يقدّمها القدير يجعلون أنفسَهم عبيداً للشّيطان، لأنّه يُحبط أو يدمِّر الهدف والخطة الإلهية لحياتهم وحياة الآخرين. لا يستطيع أحدٌ أن يفعلَ شيئاً لم يُدعَى للقيام به، خاصَّة فيما يتعلّق بعمل العليّ، لكنَّ المدعوّين يستطيعون ذلك.
قبل أن يجدَ ابنه الذي ابتعدَ عنه زمانًا طويلًا، أرسلَ يهوذا أمام يوسُف ليرسله إلى جاسان، مكان سكنِه. كان من الضَّروري تجهيز كلِّ شيءٍ لوصولهم، حتى لا يكون هناك أيّ تفاصيل غير متوقعة أو أيّ شيءٍ ناقصٍ. علينا أن نخطِّط بشكل أفضل لنشاطات الكنيسة والرَّحلات إلى الأماكن المختلفة مثلاً، حتى نتمكَّنَ من تحقيقِ السّلام والنَّجاح في هدف وخطة إرساليتنا.
كان كلُّ شيءٍ يحدثُ وفقًا لخطةِ الله باتباعهم لأوامر يعقوب. لو رفضَ يهوذا الذّهاب أو قدمَ يوسُف خطةً أخرى لهم، لَما شاركَ الله القدير في هذا المشروع. كلُّ شيءٍ يجب أن يتمَّ كما أُعلنَ؛ وإلّا ستكونُ النّتائج بشرية أو من يدِ الشّيطان، وهذا ليس مرغوبًا بهِ حتماً. انتبه لوصيّة العليّ وفق مشيئته لتحقيق النَّجاح الذي يريده. الربُّ يقودنا في موكبِ نصرتهِ دائمًا (2 كورنثوس 2: 14).
لا تقبل تلميحاتٍ واقتراحاتٍ من الآخرين في خدمتك، بل أخضِع نفسك للربّ. وهكذا لن ينقسِم المنزل الذي يبنيه، وسيصمدُ بنجاحٍ. افهم مهمَّتك؛ افعلها بكلِّ قوَّتك ومن كلِّ قلبك وروحك. فهنالك المزيد من بركاتِ الله عندما تُثبت أنك تحترمه وتقبل تعليماته. أولئك الذين يتعاونون مع الربّ ينجحون في كلِّ ما يفعلونهُ.
عندما ننفذُ الأوامرَ الإلهية، فإنَّنا نشكِّل تهديدًا لمخطّطات الشَّيطان؛ ومن ناحيةٍ أخرى، عندما نرفضُ الإصغاء إلى العليّ، فإنَّنا نفتحُ المجالَ للعدوّ، وبالتالي يصبح كلّ شيء في حياتنا صعبًا. كونك خادمًا للقدير، سوف تسير في سلامٍ ورخاءٍ وأمانٍ. أولئك الذين يقومون بالخدمة بالشَّكل الأمثل، يمكن أن يكونوا خدّامًا لله. هللويا
محبّتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز