-
-
لِمَاذَا نَمُوتُ أَمَامَ عَيْنَيْكَ نَحْنُ وَأَرْضُنَا جَمِيعًا؟ اِشْتَرِنَا وَأَرْضَنَا بِالْخُبْزِ، فَنَصِيرَ نَحْنُ وَأَرْضُنَا عَبِيدًا لِفِرْعَوْنَ، وَأَعْطِ بِذَارًا لِنَحْيَا وَلاَ نَمُوتَ وَلاَ تَصِيرَ أَرْضُنَا قَفْرًا» (تكوين19:47)
يجب على شعبِ الله أن يستعدّوا للمعارك التي ستأتي ضدَّ البشريّة، كما قال يسوع: هذِهِ كُلَّهَا مُبْتَدَأُ الأَوْجَاعِ. (متى 24: 8). لقد رأينا الجوع والمجاعة والأوبئة والزلازل والاضطرابات البحرية وأمواج تسونامي وغيرها من الكوارث التي لا يمكن ذكرها أو مقارنتها بما يخبِّئه للتّأثير على سكان الأرض. علينا أن نستثمرَ ما يضعه الربُّ في أيدينا لإنقاذ الإنسان من الهلاك الأبدي. الخلاصُ الذي قدّمه الله القدير هو الإيمان بالإنجيلِ.
لقد استخدمَ القديرُ يوسُف في تفسير حُلم فِرعون فيما يتعلَّق بسبع سني الشّبع التي تمتَّعتْ بها مِصرُ، والسَّبعُ العجاف التي ماتَ فيها الكثير من النّاس بسببِ الجوع. وكان الملكُ المِصري حكيمًا في الاستماع إلى يوسُف، وخائفًا من تفسير حلمهِ وأهميَّته. فأعطى يوسُف السُّلطة لإدارة الحكومة، وبهذه الطريقة أنقذ مِصر والبلدان المجاورة الأخرى التي خضعتْ له أيضًا.
استُخدِم يوسُف للحفاظ على حياةِ ومعيشة عائلتهِ والعديد من الأشخاص الآخرين بعد تعيينه رئيسًا لوزراء مِصر. للأسف، لقد منحَنا اللهُ الاستنارة لكي نبيّن أنَّ الخلاص ممكن فقط في المَسيح يسوع، وليس في الأديان. ونحن الآن مسؤولون عن تقديم الحقيقة لجميع النّاس. هللويا- آمين.
ذهب المِصريون إلى يوسُف خلال السَّنة الثّانية من المجاعة، وعرَضوا عليه شراءَ أرضِهم للحصول على الطعام طلباً للبقاء. لا يُمكننا أن نفوِّت فرصة تقديم الغذاء الحقيقي الذي يقوّي تصميم الإنسان على عدم الانخراط في أعمالِ الدّعارة أو الخضوع للشّيطان بل العيش بكرامة. الفرقُ بين الطّعام الذي نقدِّمه نحنُ والذي قدَّمه يوسُف هو أنَّ طعامَنا يحلُّ أيَّ مشكلة ولا يكلِّف شيئًا. لا تسيئوا أو تستغلوا الذين هم في الأزماتِ.
إليك أحدَ الدّروس الرّائعة التي نتعلّمها من هذه الحقيقة: لم يستغنِ يوسُف بالعطيّة التي تلقاها من الله، بل زاد فرعون غنىً أكثر. وهكذا يجب أن نكون خدامًا نُغني الكثيرين، وليس فقط أنفسنا بمشيئة الربّ. ليس من الصّواب أو الحكمة استخدام الحكمة الإلهيّة لتحقيق مكاسب ذاتيّة. يجب أن نحملَ الضالّين إلى التوبة ونوال الخلاص! لا تطلب المجد المؤقت بل المَجد الأبدي، سوف ترضي الله القدير القدُّوس من خلال العيش في تكريسٍ وقداسة.
لقد تربّينا لنكون بركة لرؤسائنا وللفقراء الذين يجب أن نساعدَهم، ولكلِّ من يقع تحت ظلمِ العدوّ. يجب أن نشهدَ للحقّ ونقود الضَّالين إلى الحرّية في المسيح. كُنْ مسؤولاً واستخدم مواهبك بشكلٍ جيّد وحكيم كما عُهِد إليك، وسوف تجازى دون توقّع لأمانتك في ذلك عندما لا تتوقع ذلك. ماذا ستقول بعد ذلك؟ اسهَروا وصلّوا لئلّا تقعوا في تجربة. كونوا قدّيسين لأنَّ الربَّ قدُّوسٌ.
إنَّ أبناء وبنات القدير الذين يريدون أن يصبحوا أغنياءً يضعون أنظارهم على الرَّخاء المادي فقط، وليس على ملكوت الله، وبالتالي يقعون في مصائدِ الشَّيطان وفخاخه. لقد جعل يوسُف جميع المِصريين عبيداً لفرعون (تكوين 47: 21) وعلينا أن نجعل كلَّ من يطلب لطفاً منّا خادماً حقيقيّاً لله. ماذا تقول؟
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز