-
-
هَلُمَّ نَحْتَالُ لَهُمْ لِئَلاَّ يَنْمُوا، فَيَكُونَ إِذَا حَدَثَتْ حَرْبٌ أَنَّهُمْ يَنْضَمُّونَ إِلَى أَعْدَائِنَا وَيُحَارِبُونَنَا وَيَصْعَدُونَ مِنَ الأَرْضِ». خروج10:1
تكاثر بنو إسرائيل في مِصر بعد موت يوسُف حتى أصبح العبرانيون يظهرون في كلِّ مكان. وكانت هذه إرادة الله التي تمّ تنفيذها. هناك صحوةٌ إلى الحقيقة في كثيرٍ من الأمم في أيامنا. لكنّ العبرانيين نسوا الربَّ واضطهدهم العدوُّ. في هذه الأيام، عندما يبتعد المخلَّصون عن طلب وجهِ الله القدير، يتضاءل مجدهم ويظهر كيدَ الشَّيطان ويسود. الرّحمة!
تمّ تنصيبُ ملكٍ جديد لم يكن يعرف يوسُف على العرش في مِصر. ولم يُدرك مدى أهميّة ابن يعقوب لحيوية تلك الأمة ووجودها. لذلك جعل الشَّيطان الملكَ الجديد يرى أنَّ بني إسرائيل كانوا أكثر رخاءً من المِصريين وأخافوا الملك. يمكن أن يحدثَ هذا مرَّة أخرى اليوم، لأنّه إذا فقد المخلَّصون شركتهم بالربِّ مع مرور الوقت، فسوف يفقدون حمايته أيضًا. وبالتالي ستظهر أعمالُ قوّات الظلمة بينهم.
لم يرى فرعون شيئًا صالحًا، بل شيئًا سيّئًا في قوّة نسل يعقوب، مفترضاً حدوث حربٍ، وانضمام العبرانيين إلى أعداء المِصريين، وبالتالي سيدمّرون شعب فرعون. لذلك استخدم فرعون قوة إمبراطوريته ضدَّ العِبرانيين. العذر هو نفسه دائماً. كراهية الشَّيطان الكبيرة لرؤية المخلّصين يتقدَّمون في عمل الله ويقودون الضَّالين إلى الخلاص. خطأ عظيمٌ هو عدم الاستمرار في الشّركة مع الربّ.
رفع المِصريون الضَّرائب لقمع العبرانيين في البداية وبنوا مدينتين ثريَّتين: فيثوم ورمسيس. كان الهدف هو منع نمو الأشخاص المختارين. ولكن كلّما زاد التحدي أو المعارضة لشعب إسرائيل، زاد النموّ وتضاعفَ، الأمر الذي أقلق المِصريين أكثر. لا توجد طريقة لإيقاف شعب الله، لأنّ الله يظهر لهم دائمًا طريقًا للخروج، وبالتالي يستمرُّون في الازدهار. هناك قصدٌ إلهي لجميع الذين يخلصون. آمين
من ناحية، ساءت الأمورُ بالنّسبة لمختاري الله إذ أُجبروا على العبودية تحت حكم فرعون في مشقةٍ بالغة! هل سيستمرُّ هذا إلى الأبد؟ من المؤكّد أنّه لن يستمرّ إلى الأبد، إذا رجعوا إلى الربّ وصرخوا طلباً للحرّية. فسوف يحرّرهم وينقذهم من قيودِ العبودية. يخطئ الكثيرُ من الناس بعدم طلب وجه القدير في لحظاتهم الصَّعبة عندما يبدو كلُّ شيء مستحيلاً دون مخرجٍ واضح. لكنَّ يسوع هو مخرجنا الأمثل.
عندما يتخلّى المخلَّصون عن الله القدير يرى العدوُّ ما لا ينبغي أن يراه، فيعرف كيف يظلمهم. ولكن إذا تابوا ورجعوا إلى الشَّركة مع القدير الذي يصنع السَّلام بين الخصوم، سيحدث شيءٌ مجيدٌ. إذا كنت في محنة فليس هناك سوى حلٌّ واحدٌ، بابٌ واحدٌ ضيّق وطريقٌ واحدٌ مستقيم، ليأخذك إلى حضرة الله. هذا الباب هو المنفَذ الخاص بك. استخدمهُ.
شرُّ الشَّيطان لا يعرف حدوداً. أمرَ فِرعون القابلات بقتل كلِّ مولودٍ ذكرٍ. لم يكن يعلم أنَّ الشَّيطان يستخدمه لمنع مجيء المَسيح كما يفعل كثيرون من الذين يحاربون الحقّ. لكن لا توجد قوة تستطيع هزيمةَ الربّ.
محبَّتي لكم في المَسيح
د.ر.ر.سوارز