رسالة اليوم

09/12/2024 - لِمَاذَا تَرَكْتُنَّ الرَّجُلَ

-

-

فَقَالَ لِبَنَاتِهِ: «وَأَيْنَ هُوَ؟ لِمَاذَا تَرَكْتُنَّ الرَّجُلَ؟ ادْعُونَهُ لِيَأْكُلَ طَعَامًا» (خروج20:2)

إنَّ طريقَ المدعو للقيام بالعَمل الإلهي قد يحملُ العديدَ من المفاجآت. هناك إمكانيّة للتّعالي والقيام بأشياءٍ خاطئة، وعند الوقوع بذلك يجب الانتقال إلى مكانٍ آخر وبدء حياةٍ جديدة. ولكن في النّهاية، سيرى المرءُ يدَ الله العليم المُرشدة. الحقيقة هي أنَّ الله لا يجرّبنا ولكنَّه يسمح للعدوِّ أن يفعل ذلك بقدر ما نستطيع الاحتمال. ولكنّه يوجد لنا المنفذَ دائماً. (متى 4: 1، 1كورنثوس 10: 13).

لمَّا اكتشفَ فِرعون ما فعله موسى غضبَ وأرادَ أن يقتله. ذاك الطفلُ الرّضيعُ الذي وُجد في المياه وانتُشلَ باستراتيجية إلهيّة، فرَّ هاربًا إلى صحراء ميديان وخيّم بالقرب من بئرٍ. لقد أعطاه مصدر المياه هذا ما يحتاج إليه؛ فرصة لبدء حياةٍ جديدة. لا يهمّ ما قد يحدث لك؛ ترقَّب ما سيُظهره اللهُ لك واقترب منه لأنَّ المنفذَ الإلهي سيظهر ولا يمكنك تفويتهُ.

عرفتْ بناتُ رعوئيل أنَّ الربَّ يحرسهُنّ عندما دافع عنهنَّ في ذلك اليوم. لقد كُنَّ يستقينَ الماء من البئر لتشربَ ماشية أبيهنَّ من الحوض. انتبهَ موسى على الفتيات وبالتأكيد كُنَّ يراقبنَه. لم يتوقعنَ حدوث أيَّ شيءٍ مختلف أو غير عادي في أعمالهنَّ اليوميّة، لكنَّ بعضَ الرُّعاة وصلوا وطردوا النِّساء. فرأى موسى سلوكهم الشِّرير، وقام بالدّفاع عن البنات وسقى القطيعَ.

يعلمُ الله لماذا تحدث لنا أشياءً معيَّنة، وسوف يكافئنا إذا فعلنا الصَّواب تجاه الآخرين. الأهميَّة الكُبرى هي ألّا نتجاهل اللّحظة التي يتحدَّث فيها إلى قلوبنا ويحرّكنا بإلهامهِ لفعل الصَّواب. ما حدث عند البئر هو رمزٌ لِما يحدثُ في أيامنا هذه، لأنَّنا عندما نتعلَّم من الرُّوح القدس نتعلم من الربّ كلّي العِلم. إنَّ تجاهل توجيهاته أو رفضها يعني التَّخلي عن الفُرص الذهبيّة التي يقدّمها لنا أو حتى فقدانها.

عندما أخبرت بناتُ رعوئيل أباهنَّ بما حدث، سُرعان ما سأل عن الرَّجل. لا يمكننا إهمالُ الأبطال الذين يُرسلهم الله لنا، لأنَّها استجاباتٌ لصلواتنا كي تُحَلَّ مشاكلنا. كان راعي مديان متحمِّسًا عندما أدرك أنَّ الله قد سِمَع صلواته واستجابَ لها. ليس من الحكمة أو المنفعةِ أن نغفل الأشخاص الذين يُرسلهم الربُّ؛ وفي نهاية المطاف، هناك نقصٌ في الأشخاص الطيّبين وسطَ هذه الإنسانيّة الفاسدة والأنانيّة.

لماذا تركتُنَّ الرَّجل؟" سألَ الأبُ بناته. لا تُهمل أبدًا محبّي البرّ وفاعلي الخير. وهكذا سترى أنّ الذين هم من الله يفعلون الخيرَ دائماً ولا يمكن أن تصدرَ أذيّة منهم. لذلك يجب أن ننتبه لئلّا نقع في فخاخ إبليس. شعر رعوئيل عندما سمعَ الخبرَ أنّه مرسلٌ من الربّ، وأثبتتْ الأحداثُ والحقائق اللَّاحقة أنّه كان على حقٍّ. فلا بدَّ من العثور على الرَّجل الصَّالح.

كان على ذلك الغريب أن يأكلَ خبزًا معهم ليُظهر إذا كان الربُّ قد أرسله أم لا. هذه التفاصيل هامّة. إذا كان أحدٌ لا يأكل من خبز الكلمة التي أعطانا إيّاه الربُّ – فليس مرسلاً من الله. هل تغذيتَ على الكتاب المقدَّس؟ هل تدرَّبتَ على فعل الخير كما ينبغي؟ هل أنتَ خادمَه؟ ماذا تقول؟

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز