رسالة اليوم

11/12/2024 - أعذار غير مقنعة

-

-

فَقَالَ مُوسَى ِللهِ: «مَنْ أَنَا حَتَّى أَذْهَبَ إِلَى فِرْعَوْنَ، وَحَتَّى أُخْرِجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ؟» خروج11:3


لا يمكننا أن ندينَ موسى على ما قاله. وعندما سمِع من الربّ أنه يجب أن يذهبَ إلى مِصر ويُخرج الشَّعب من هناك، فهم أنَّ المهمَّة مستحيلة إذا تمَّت بقوَّة الإنسان وحدها. لذلك سعى لمعرفة المزيد عن الله عندما طرح هذا السُّؤال. لقد كان يعرف جيدًا قوة تلك الإمبراطورية. بالنِّهاية لقد نشأ في القصر كجزءٍ من العائلة المالكة. ولكنّ اللهَ يعلم أكثر ممَّا يعرف هوَ.

لقد عملَ العليُّ على عقليّة موسى؛ لأنّه عرف ما يُمكن أن تفعله القوَّة البشرية إذا لم يعترف بالمجد الإلهي. من الواضح أنه كان منبهرًا برؤية النّار في العليقة التي لم تحترق، ولكن بدون الفهم الذي يمنحه الله، سيكون من المُستحيل أن نؤمن تمامًا. ومن الواضح أنه بمجرَّد أن أعطى الأمرَ لموسى كي يُخرج شعبَه من مِصر، فالله سيستخدمه للقيام بذلك. الشكرُ لله.

في كثيرٍ من الأحيان، نتعثّر لأنّنا لا نفهم ما يجب علينا فِعله، حتى عندما أمرَنا يسوعُ بالذّهاب إلى العالم وإعلان الإنجيل لكلّ الخليقة. الحقيقة هي أنّنا نريد أن نذهبَ، ولكن في كثيرٍ من الدّول يُمنعون الحديثُ عن المَسيح. والاضطهادُ الشَّديد الذي يتعرَّض له الذين يشاركون المحبّة الإلهية يجعلنا نتردَّد، فهناك قصصٌ لأشخاص فقدوا حياتهم بسبب "جريمة" قول الحقّ. نريد أن نكون أمناءً، ولكي نكون كذلك، نحتاج إلى رحمة الربّ.

شعرَ موسى بثِقل المهمَّة وبدأ بتقديمِ سلسلةٍ من الأعذار. في تلك اللّحظة، كان مجرّد راعي. فكيف يستطيع أن يتحدّثَ إلى ملكِ أعظم دولة في العالم في تلك الأوقات ويقنعه بالسّماح لبني إسرائيل بالتحرُّر من العبودية؟ إجابة الله هي نفسها لنا اليوم: "سأذهبُ معك". لم يكن بإمكان خادم الربّ أن يشكّ في ذلك، لكنّه "تفاوض في الأمرِ". ربما نفعل ذاتَ الشَّيء أو حتى أسوأ منه.

لم يكن المُنقذ المستقبلي يعرف ماذا يقول، لذلك طرحَ تلك الأسئلة حتى تأكد من أنه حقًا المُمثل الإلهي لهذه المهمّة. إذا كلَّفكَ الربُّ برسالة فلا تخفْ، لأنه مستعدٌّ أن يسبقك ويفتح لك الأبوابَ. الآن، القديرُ لن يضعك أبدًا في موقفٍ مُحرجٍ. لذلك عيشوا في شركةٍ معه واخطوا كلَّ خطوة تحت توجيهاتهِ.

امتلكَ موسى استفساراتٍ بحاجة إلى توضيحٍ من الله. قال القديرُ أنه إله إبراهيم وإسحق ويعقوب، ولكن ما اسمه؟ عندما طرح هذا السُّؤال، كانت الإجابة: "أنا أهيه الذي أهيه". الربُّ وحده هو الله، وله وحده كلّ القدرة وهو الحقّ. الكلمة هو الله، لذلك يجب أن نحقِّق توجيهاته. عندما نفعل أيَّ شيءٍ باسمِه، فسوف يتولّى زمام الأمور وسيفعل كلَّ ما هو ضروريٍّ لتحقيق خطتهِ.

لا تنسوا الاسم الذي نعرفه اليوم بيسوع المخلِّص. إنه أعظم قوَّة في الكون. وحده من يملك القوة! عندما ننفذ أوامره باسمِه، فإننا تحتَ بسلطانه. مهما كان العمل يبدو مستحيلاً، فسوف ننجزه! لا ترتابَ أبداً. والآن، باسم يسوع، وبخ كلّ شرٍّ وتحرَّر. هللويا

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز