رسالة اليوم

12/12/2024 - أن نكون جزءًا من العَمل

-

-

اِذْهَبْ وَاجْمَعْ شُيُوخَ إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمُ: الرَّبُّ إِلهُ آبَائِكُمْ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ظَهَرَ لِي قَائِلاً: إِنِّي قَدِ افْتَقَدْتُكُمْ وَمَا صُنِعَ بِكُمْ فِي مِصْرَ. خروج16:3

كان لدى موسى دروسٌ كثيرة ليتعلّمها، وكان أحدُها أنه لا ينبغي له أن يقوم بالعمل بنفسِه، كان عليه أن يستمعَ إلى الربّ فقط. سيعلّمنا الله الكثيرَ من الدُّروس في مسيرتنا بالإيمان، لأنه كما حدث مع موسى، لا يمكننا تنفيذ العمل بشكلٍ خاطئ. إنَّ الوقت الذي تقضيه في حضرة الآب سيكون مفيدًا جدًا، لأنك ستتمكّن من إعداد نفسِك للعَمل الإلهيّ العظيم.

لقد كشفَ الله عن خطة كشيءٍ مدهشٍ سوف يتمِّمه، وهو غير محدود في المحبّة والنعمة والقوّة والفضائل الأخرى. عندما يتكلم العليُّ مع شخص ما، يجب على هذا الشّخص أن ينتظر توجيهاته التي ستأتي حتماً حتى لا يتعثّر في العقبات. الربُّ كاملٌ في خططه، وعندما يختار شخصًا ما لرسالةٍ ما، فإنه يُرشده بالحكمة. آمين؟

إن كان لدى موسى أيّ شكٍّ في طريقة عمل الله، فقد تغلّبَ عليه، لأنَّ الله قال بوضوح أنه سيُصعد بني إسرائيل من ضيقِ مِصر إلى أرض الكنعانيين والحثيين والأموريين والفرزيين والحويين واليبوسيين، إلى أرض تفيضُ لبناً وعسلاً (الآية ١٧). يجب أن ننتبه إلى كلام الربّ؛ فإذا تكلّمَ، سوف يتمّم الأمر بالكامل. إنه لا يأخذنا من مكانٍ إلّا ليضعَنا في مكانٍ أفضل.

شبّهَ القديرُ أرضَ الموعد بالمكان الذي يفيض لبناً وعسلاً – أي أرض المُتعة والرَّخاء والسّلام. كانت كنعانُ رمزاً للإنجيل، الأرض المباركة. ولا يمكن للشَّيطان أن يمنعنا من تحقيقِ هذا الفرح إذا كنّا في أرض الموعد الحقيقية. لذلك، إذا كنتَ تمرُّ بأمر صعبٍ، ولم تنجح أو تجد الحلّ لمشاكلك، فلا تقبل مثل هذا الموقف. الله يعمل باستمرار من خلال الإنجيل.

كان من المفترض أن يذهبَ موسى والشُّيوخ إلى فرعون ليقولوا له إنّ إلهَ العبرانيين قد التقى بهم وأنه يطلبُ منهم الذَّهاب مسيرة ثلاثة أيامٍ في البرّية ليذبحوا للربّ (الآية ١٨). وبما أنَّ الربَّ علِم أنَّ الملك المِصري لن يقبل بهذا الاقتراح، فقد عرفَ أنّه سيمدُّ يدَه ويضربُ الشّعب بآياتهِ، لأن ذلك سيؤلمُ فرعون (الآية 19، 20). ولو كان قد آمنَ بموسى، لجعلَ اللهُ المُعجزات شيئاً عظيم القيمةِ.

كان لا بدَّ من أن يُرسل الله الضَّربات العَشر على تلك الأمة، حتى يتعلّم فرعون أنَّ أولئك الذين لا يقبلون الحقّ بمحبّةٍ، سيُعانون حتى يعترفوا بأنّ الله هو خالق كلّ شيء. إنه ليس مثل البشر، ولكن يجب احترامه والاعتراف به باعتباره الخالق. لو لم يكن الملكُ شريرَ القلب، لخضعَ للربّ ونال مكافأته. افهم هذا: لم يخلقنا الله لنكون شيئًا، بل لنعيش سعداءً بجوارهِ.

كان المِصريون لطفاءً مع شعب الربّ، رغم أنَّ قائدهم لم يكن كذلك؛ لذلك لم يترك العبرانيون تلك الأرض فارغي الأيدي. لقد حصلوا على أجرةٍ عادلة عن كلّ السَّنوات التي خدموا فيها فرعون كعبيد. وبموت الأبكار، تحقّقتْ كلُّ الوعود.

محبّتي لكم في المَسيح
د.ر.ر.سوارز