رسالة اليوم

13/12/2024 - عمليّة فوريّة

-

-

فَقَالَ: «اطْرَحْهَا إِلَى الأَرْضِ». فَطَرَحَهَا إِلَى الأَرْضِ فَصَارَتْ حَيَّةً، فَهَرَبَ مُوسَى مِنْهَا. خروج3:4

أظهرَ الربُّ الطريقة الفعَّالة التي يقوم بها بعملهِ عندما تمّ إعدادُ موسى الذي كان متردّداً قائلاً إنَّ النّاس لن يصدّقوه. لكنَّ العليَّ أظهر له قدرته على العمل في أيّ موقفٍ وبسرعة لا تصدَّق. إذا كان الله قد أعطى الحياة لعصا يابسة في جزءٍ من الثّانية (العدد 17: 8)، فلماذا لا يفعل الشَّيء نفسه بالنّسبة للمرضى الذين يستمعون إلى الوعظ بالإنجيل ويؤمنون بكلمته؟ يمكنه أن يفعلَ كلَّ شيءٍ في كلّ الأوقاتِ.

لا يهمَّ إذا أعطى النَّاسُ الفضلَ لنا أم لا، لأنَّه عمل الله وليس مشروطًا بمجموعة دينيّة. في الواقع، لا علاقة لعمل الربّ بتديّن شعبه، بل بالمَسحة التي يسكبها علينا. نحن بحاجةٍ إلى أن نتعلّم أنَّ نكون دائمًا عند قدمي الآب السَّماوي تابعين توجيهاته. وهكذا، عندما يكون ذلك ضروريًا، يعطينا توجيهاته، وإذا آمنّا، سنرى مجده. هللويا

لا تزرع الشّكَّ في قلوبِ النّاس أبدًا، ولا تشكَّ في الله أبدًا. قد يُخطئ بعضُ الناس، لكن يجب أن نتركهم يتّخذون قراراتهم بأنفسهم. عندما تحدَّثَ يسوعُ إلى والد الصَّبي الذي كان يلقي نفسه في النّار والماء، أظهرَ الربُّ له أنّ كل شيءٍ ممكن بالإيمان (مرقس 17:9-29). إنَّ الشَّك فيما سيفعله الله بشأنِ عدم تصديق الناسِ له، هو عدم إيمانٍ بأنَّ الله لديه القدرة على تغييرهم.

عندما سأل الربُّ موسى ماذا في يدهِ، لم يُرد له أن يشكَّ فيما سيفعله العليُّ لصالحهِ (خروج 4: 2). فقال المُنقذ أنّه يمسكُ عصاً بيده، ولمَّا طرحها على الأرض تحوَّلت العصا إلى حيّة، وهربَ منها (ع3). لا بدَّ أنّ الموقف كان مضحكاً، أن ترى الحيّة تسرعُ خلف رجل الله. وبالتأكيد طلبَ من الربّ أن ينقذه منها. وعندما أمسكها من ذيلها، عادت الحيّة عصا (الآية 4). ويبقى الدَّرسُ التالي: يجب أن ندع الله يقوم بعمله كما يريد.

أولئك الذين يعيشون في شكٍّ، أو غير مؤمنين، لن يتمكنَ الربُّ من استخدامِهم. في كثير من الأحيان، سيكون من الضّروري أن يستخدمنا ليقول شيئًا سيحدث. لكن هذا يتطلّب الممارسة ومخافة الربّ. في النهاية إذا قلنا شيئًا من تلقاء أنفسِنا، فلن يحدث أبداً. الله لديه التزامٌ بكلمته فقط، وليس بما نعتقد أنه صحيحٌ أو غير صحيح. وعلى خدّامه أن يُدركوا أنَّ المسؤول عن حياتهم هو إلهُ الآباء.

لقد مرَّ إبراهيم وإسحاق ويعقوب بمتاعب عظيمة، ولكن لم يحدث لهم شيء سيّء. وبنفس الطريقة، يجب على أولئك الذين يقومون بعمل القدير أن يعتبروا أنفسَهم نزلاء وغرباء على الأرض. وبالتالي، لن ينزلقوا أبدًا بسببِ "قشرة موز" يرميها العدوُّ في طريقهم. احذر من التورط في روح عدم الإيمان، فتضلُّ في التمرّد أو الخطية. الرّحمة يا ربُّ

اِشعر بما يُريد الله أن يفعله بك ولا تدع الخوف يغزو قلبك، لأنَّ العلامات ستتبع المؤمنين (مرقس 16: 17، 18)، وستجعل الناس يلتفتون إلى ما تبشّر به. هذه العلامات ليست الهدف الوحيد لإيمانك؛ بل ليقبلَ الناسُ الخلاصَ.

محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز