-
-
فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى مُوسَى وَقَالَ: «أَلَيْسَ هَارُونُ اللاَّوِيُّ أَخَاكَ؟ أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ هُوَ يَتَكَلَّمُ، وَأَيْضًا هَا هُوَ خَارِجٌ لاسْتِقْبَالِكَ. فَحِينَمَا يَرَاكَ يَفْرَحُ بِقَلْبِهِ، (خروج14:4)
يجبُ على الجميع أن يعرفوا الربَّ ليفعلوا إرادته. وبدون معرفة ابن الله أو الإيمان به، فإننا نتعثَّر في كلِّ عقبة يضعها العدوُّ أمامنا. بالتأكيد هذا لا يُرضي الله. لقد خلَصنا لنحمل رائحة الربِّ الطيِّبة إلى العالم، ولا نسبّب عثرة لأحدٍ بسلوكنا. انتصارنا حقيقي وأبديّ.
لا يفشل العليُّ الذي عيّننا من البطنِ أبداً. لذلك يجب أن ننفِّذ أوامره بأمانة ونؤمن بما يقوله عنّا، واثقين من أنَّ المخلِّص سيكون معنا إلى نهاية الزمن دائمًا. نختبرُ عظائم بيسوع أكثر وبلا حدود لأنَّنا أبناؤه وبناته وهو خلقَ كلَّ الأشياء ويتحكَّم فيها بكلمة قدرتهِ. وفي الاتحاد معه نصبح بركةً للبشرية جمعاء.
أحزنَ موسى الربَّ عن غير قصدٍ بقوله إنه ليس متكلمًا بليغًا، لكِنّ إله العبرانيين جعل موسى مناسباً لخطّتهِ وعملهِ، بالطريقة التي أرادهُ فيها ليكون وكيله وسفيرَه أمام فرعون المتكبّر. كذلك فإننا نُخجل الخالق عندما نزعم أنه ليس لدينا ظروفاً مناسبة لطاعة وصاياه! لقد أعدَّتنا قدرته للأغراض التي اختارها لنا. عندما يعيّن لنا مهمّة، يتولى الله زمامَ الأمور حتى ننجح في هزيمة العدوّ.
ستجعلُ سمةٌ معيَّنة في مظهرك أو شخصيّتك أو سلوكك الجميع يلاحظونك ويستمعون إليك أحياناً. ولكن عندما تختلق عذرًا لعدم القيام بالمهمَّة، فإنك تسيءُ إلى الخالق. بغضّ النَّظر عمَّا قدّره الله لك كمهمَّة؛ فسوف يشرفُ بنفسه ويؤكد جدوى ونجاح العمل. يحتاج الله إلى أشخاص يريدون أن يكونوا أدواته. كُنْ خادمًا له دائمًا وسيكون سيّدك بكلِّ سرور دائمًا.
قال اللهُ لموسى إنه لن يقبل منه أيّ عذرٍ، لأنه هو الذي خلق البشر أجمعين: الأعمى والأصمّ والأبَكم وغيرهم. ينبغي أن يذهبَ موسى لأنّ اللهَ سيُعلّمهُ ماذا يجب أن يقول ويفعل. أولئك الذين اختاروا عدم إطاعة الخطة الإلهيّة سيرون أنهم اتَّخذوا الخيار الأسوأ. الله يحبّنا وقد وضعنا في أفضل الأماكن حسب إمكانياتنا التي تلقيناها عندما صوّرنا. لا شيء ينقصُ خطة الربّ ومشروعه وتنفيذه لحياتك.
احذر من استفزاز القدير بالاستماع إلى حُجج الشَّيطان. هذا سيجعلك تفوّت فرصتك العظيمة. بل كُنْ شجاعاً في المعركة. لأنَّ الله سترٌ للذين يخافونه. إنه يفتح كلَّ الأبواب الضّرورية وفي نفس الوقت يغلق الأبواب التي يفتحها الشّيطان ليجذبك ويبعدك عن مكانتك في المسيح. لا تخفْ! أنت عضوٌ في جسدِ المسيح.
توسَّلَ موسى والربُّ سمح لهرون أن يذهبَ معه ليكون المتحدث باسمهِ، ولكن بعد أربعين يومًا من الصّيام أمام الربّ، رأى أنَّ الشَّعبَ قد فسدَ، وهارون هو الذي سكبَ لهم العجل الذهبي ليسجدوا له.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز