رسالة اليوم

17/12/2024 - الربُّ إلهُ العَدل

-

-

فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ(خروج22:4)

إنَّ ما حدثَ في رَحِم رِفقة له أهميَّة كبيرة، لأنَّ ملامحُ مستقبل البشرية قد رُسِمَت هناك. نحن لا نفهم بعضَ الحقائق التي تؤذينا بشدّة أحياناً. ولكن بما أصبَحنا تلاميذ للمعلّم فسوف نتعلم قبول تلك الأحداث كجزء من الدَّرس. وحدها إعلانات الله يُمكن أن تجلب لنا النُّور والرّاحة.
لقد سمحَ الربُّ لعيسو أن يُولد أولاً، ليبدو وكأنَّ الشَّيطان قد انتصرَ، ليعلِّمنا الدَّرس التالي الذي يجب ألّا ننساه أبدًا: أنَّ الله سيدفع ثمناً باهظاً بلا حدود، إذ يضحي بابنهِ البكر والوحيد ليدفع ثمنَ ما فعله عيسو. اليوم الصّراعات والمعارك مماثلة أو أكبر، لكنَّ الأهم أن نكون ضِمن الإرادة الإلهيّة وأن نبني قراراتنا على معلومات تصِلنا من الله القدير.
تقع على عاتقِ شعب الله المختار مسؤولية هائلة، ولكي يقوموا بها يجب أن يظلّوا متيقظين لتصرُّفات الشَّياطين الغريبة التي تحاول باستمرار إلغاء الخطة الإلهية أو إعاقتها. بغضِّ النَّظر عن الثّمن أو تكلفة التَّجارب أو المِحَن التي لا بدّ أن تحدثَ؛ إذا كنتَ واحدًا من مختاري الله أو ممسوحيه، فيمكنك التَّغلب على تلك المَصاعب جميعاً. ماذا تحتاج أيضًا إذا كان لديك القدرة على التّغلب على أعمال إبليس (لوقا 10: 19) لتعطي النَّصر لأولئك الذين يجب أن يتحرَّروا من مملكة الشَّر؟ لا تسمح لأيّ شيء أن يُبعدك عن خطة الله ومشروعهِ.
لقد خيَّبَ كثيرٌ من النّاس الربَّ أثناء سيرِهم معهُ وسمَحوا للعدوّ أن يدمّر حياتهم، ولهذا السَّبب فشِلوا في نواحٍ عديدة. بل إنَّ بعضَهم قد يفقد فرصة الوصول إلى السَّماء بسبب العدوّ. للأسف، إذا دعاك الله، فيجب عليك التَّغلُّب على العواصف التي تعبثُ بك خلال رحلة الحياة وتجذبك إلى هذا العالم. ورُغمَ معرفةِ مصيرِ الأشرار، هناك مسيحيّون يتبعون الشّيطان، ويسقطون في التّجاربِ.
الربُّ هو إلهُ العَدلِ، ولكي يحقِّق ذلك، فهو لا يمانع في الذّهاب إلى الحدّ الأقصى لإظهار قدرته الأبدية كي تسودَ إرادته. وبالمثل، إذا لم تنهضْ باسم يسوع وتسحق هجمات الشّياطين، فسوف تقبل دعوته. لا تنجرف بالأفكار الشّريرة التي يخترعها الشَّيطان من خلالِ الأكاذيبِ والعروض المُغرية للخطية ليضَعك بين يديه مرّة أخرى.
رأى العليُّ أنَّ الوقتَ قد حانَ لتحرير شعبِه بعد أربعة قرونٍ. إسرائيل هي رمز تحرّرنا الأبدي. وبعد ألفٍ وخمسمائة سنة تمكّنت العدالة الإلهيّة من تقديم الفداء بموت المَسيح للخليقة التي حُكم عليها بالمعاناة الأبدية بسبب خطيئة أوّل مخلوقٍ بشري. أنقذ القديرُ نسله بقوَّة القيامة في يسوع المَسيح.
لا يستطيع الشّيطانُ أن يمنعَ الإنسان من معرفةِ ما تألمَ به ابنُ القدير الحقيقي لأجل الشَّعب. يجب علينا أن نبشِّر برسالة الخلاص، لنُظهر للجميع المشروع الإلهي، بغضِّ النظر عن الفراعنة الذين يحكمون الأمم المختلفة. وقتنا هامٌّ جداً ورائع.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز