رسالة اليوم

18/12/2024 - غباءُ فِرعون

-

-

فَقَالَ فِرْعَوْنُ: «مَنْ هُوَ الرَّبُّ حَتَّى أَسْمَعَ لِقَوْلِهِ فَأُطْلِقَ إِسْرَائِيلَ؟ لاَ أَعْرِفُ الرَّبَّ، وَإِسْرَائِيلَ لاَ أُطْلِقُهُ» (خروج2:5)

من هو فِرعون الذي قالَ هذا لله القدير وليجيبَ بهذه الطريقة على الرِّسالة التي أرسلَها له موسى؟ وبينما كان يقدّمُ الرّسالة، خاطب الربُّ قلبهُ مباشرةً وجعله يفهم أنَّ الرِّسالة جاءتْ منه. كم مرة يرفض المسيحيّون الاستماع إلى إعلان القدير ويستصغرون ما يظهر لهم؟ إنهم لا يعلمون أنَّ فرصتهم تتضاءل وأنَّ الربَّ مهتمٌ بالأمر.

كيف يجرؤ إنسانٌ أن يقولَ إنه لا يريد أن يسمعَ الخالق، مادام صوته هو الذي خلقه ويحميه ويحرسه من أيّ شرٍّ؟ يجب أن نعرفَ النّاس ونميِّز الاختلافات بينهم، لأنه ليس مثلنا. فعندما تتحدّث إلى الله السيِّد أو تتكلم عنه، اختر وزِنْ أفكارك وكلماتك، وإذا كنت تريد أن تكون مباركًا، فاطلب منه أن يعلِّمك ما تقول. لا تستخدم كلماتٍ مسيئة أو باطلة أبدًا. آمين؟

للأسف كثير من الناس يستفزِّون القدير، ولكن لأنه وديعٌ وصبورٌ، فإنهم لا يتأثرون بالويلات التي يُرسلها الشَّيطان. إذا كنت تحبُّ الربَّ، فسوف يحبُّك أيضًا؛ أما إذا تجاهلته أو خجلتَ به، فلا شكَّ أنه سيخجل بك ويتجاهلك. كما رأينا، فإنَّ الذين يحبُّونه سوف يحبّهم (يوحنا 14: 21)، أمّا أولئك الذين لا يبالون بهِ، سيكونون أشرارًا.

لم يُرد فِرعون أن يسمعَ صوت الله ويترك بني إسرائيل- ورثة الموعد- يغادرون مِصر. ولم يدرك أنّه كان يطيع الشَّيطان بهذا الموقف. اِعلم هذا: ليس هناك حَيادٌ في الحياة الرُّوحية؛ فإمَّا أن يعيش المرءُ في طاعة الربّ، الأمر الذي سيوفر له الحماية ضدَّ الشَّيطان، أو يكونَ عرضةً لهجماتِ العدوِّ. الشَّيطان شرّيرٌ للغاية لدرجة أنه لا يردُّ جميلَ أيِّ شخصٍ مهما فعل من الخيرِ.

عندما أعلنَ فِرعون أنّه يعرفُ الله القدير، كان يستصغر العليَّ ويحدِّد مصيره الذي سيأتي سريعاً. ومن ناحية أخرى عندما تشعر أنَّ الربَّ يوجّهك لفعلِ أيّ شيء، والذي سيكونُ صالحًا دائمًا، لأنه لا شرّ فيه، ضَع نفسك على الفور تحتَ تصرّفه وخدمته. حتى لو كان ذلك مجرّد إعطاء شخصٍ ما كأس ماءٍ، لا ترفض أبداً. بالتأكيد سيكافئك في الوقت المناسب.

أطلقَ فِرعون قرارَ عدم السَّماح لإسرائيل بالرَّحيلِ، لكنّه شعرَ في الحقيقة أنَّ الله القدير يتحدث إلى قلبه، لكنَّ أهدافه الاقتصادية كان لها الأولوية أكثر طاعة الربّ. إنَّ خدمة الله أمرٌ ممتعٌ ومستحسَن ومُجزٍ، أمّا الذين ينسحبون من خدمته فيرتكبون خطأً فادحًا للغاية. تأمل القدير القادر على كلّ شيء، وهو يطلب منّا أن نخدمه! لا تغلق أذنك أبدًا عن دعوة الله.

تمَّتْ كلمة الربّ لملك مِصر في بيته، وفي تلك الأرض، في كلّ العشائر، وحتى في بهائمهم. أرادَ الربُّ أن يُشفق على فرعون لو تواضعَ كما قالت مريمُ العذراء: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ». (لوقا 1: 38). سوف يُكافأ المباركون كثيراً. آمين!

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز