-
-
فَقَالاَ: «إِلهُ الْعِبْرَانِيِّينَ قَدِ الْتَقَانَا، فَنَذْهَبُ سَفَرَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فِي الْبَرِّيَّةِ وَنَذْبَحُ لِلرَّبِّ إِلهِنَا، لِئَلاَّ يُصِيبَنَا بِالْوَبَإِ أَوْ بِالسَّيْفِ» (خروج3:5)
إنّ الذين يُطيعون الله لهم شهادة منه لصالح حياتهم. عرفَ فِرعون أنَّ موسى وهارون لا يكذبان. واليوم سيرى الضَّالون أيضًا الحقيقة في أحاديثنا عندما نقدّم كلمة الله القدير. والله سوف يذخرُ معونةً دائمًا للذين يطيعون وصايا الربّ. أمّا المتمرّدين فسيتمّ عزلهم لتجاهلهم أوامر الآبِ السَّماوي.
تذكّر هذا: رسلُ الله يتحدَّثون بكلمته؛ لا يُمكن اختصار الرّسالة الإلهيّة أو تعديلها دون عواقب وخيمة. افهم: أولئك الذين يفعلون ذلك يغيِّرون جوهر الكلمة ويُزيلون نقاء الإعلان وطبيعتهِ. وعواقب الوقوع في هذه التّجربة ستكون خطيرة للغاية وستكون معاناتهم كارثيّة. كنْ أميناً مطيعاً لله ولا تخفْ لأنّه معك.
أطاعَ موسى وهرون الربّ بنقلِ رسالته إلى مِصر. لقد فهمَ فِرعون أنّ هذا هو عملُ الله؛ ولكن بما أنّه خدمَ كلَّ أنواع الآلهة الكاذبة، لم يستطِع الملكُ أن يولي الاحترام أو الاهتمام للرّسالة الإلهيَّة. من المؤكد أنَّ هؤلاء الشّياطين الذين كانوا يمثلون آلهة لم ينفِّذوا تهديداتهم أبدًا، ولكن فِرعون ذهبَ بعيداً عند مقارنة هذه الأرواح النَّجسة التي كان يعبدها بالربّ.
عندما سمِع فرعون موسى وهارون يقولان أنَّ إله العبرانيين قد التقى بهما، لو كان حسَنُ النيَّة لوافق وخضعَ وطلب المساعدة في معرفةِ الجَلال الحقيقي وبالتالي انتهتْ مشاكله. ولكن بما أنَّه اختار أن يرفض هذه الرِّسالة ويعارضَ الإله الحقيقي، دفع الملك وبلاده ثمناً باهظاً.
تلقَّى موسى الأوامرَ بإخراج إسرائيل من العبودية في مِصر، فطلبَ من فرعون أن يسمحَ لهم بالسَّفر لمدَّة ثلاثة أيام في البريّة. وهذا يشبهُ الأيام الثلاثة التي نزلَ فيها يسوعُ إلى الجَحيم قبل قيامته، ليجرِّد إبليس من القوّة التي سرَقها من الإنسان. رفضَ الملكُ الطلبَ لأنّه علِمَ أنّه سيخسر الأيدي العاملة الرَّخيصة التي كان يقوم به العبيدُ العِبرانيون والتي ساعدتْ الاقتصاد كثيرًا. لا يُمكن لأحدٍ أن يستغلَّ عبودية شخصٍ آخر. آمِنوا بأنَّ الله عادلٌ وسينتقم للمظلومين.
كان على شعب إسرائيل أن يقدِّمَ ذبيحة للربّ، وفي الحقيقة، عندما يتحرَّر شخصٌ ما من عبودية الخطيّة فإنَّ هذا يشبه تقديم التّسبيح لله. يتمجَّد القديرُ عندما تمتلك البركة، وتُصبح ذا قيمةٍ في يده، وتنال البركة في كلّ شيء. ضَع هذا في الاعتبار، واجتهد لتحقيق النّجاح، والتَّخلص من الدّيون، والشِّفاء، والعيش في القداسة حتى تُعتبر مستحقًا أن تُدعى ابنًا لله.
إنَّ الذي انتُشل من الماء، بنبوّةٍ لملك مصر، حذّر فرعون وأشار عليه بوجوب طاعة الربّ لئلّا يصيبهم الوباء. بغضِّ النَّظر عن هويّتك أو ما تفعله: اجتهِد لإرضاء الله في مواقفك وستكون ناجحًا ومباركًا.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز