فَقَالَ لَهُمَا مَلِكُ مِصْرَ: «لِمَاذَا يَا مُوسَى وَهَارُونُ تُبَطِّلاَنِ الشَّعْبَ مِنْ أَعْمَالِهِ؟ اِذْهَبَا إِلَى أَثْقَالِكُمَا» (خروج4:5)

لا تصدِّقوا العدوّ أو من يَخدمه. فكما أنَّ ينابيع المياه العذبة لا تُنتج مياهًا مرَّة، كذلك لن تسمعَ أبدًا شيئًا صالحًا من فم الشَّيطان. حُججه غاشَّة ومخادعة، وسوف تتلوَّث بمجرَّد كونك على اتصالٍ بالشَّيطان وتستمِع إليه، بغضِّ النَّظر عن مدى ضآلة أهميتهِ. يجب علينا أن نُصغي ونستمِع فقط إلى ابن الله الطّاهر والمتواضع القلبِ.

سوف يخدعُ الشَّيطان كلَّ من يحاوره. لقد خُلِقتْ الملائكة بقدراتٍ أكبر من البشر، فالشَّيطان هو الملاك لوسيفر – حامل النُّور– ملاكًا أكثر قدرة من الملائكة الآخرين. فإذا استسلمتَ لمحادثته سوف يخدعك بسهولة، لأنَّه مخادعٌ وأبو الكذاب. عندما نسعى لتحريرِ إنسانٍ من الظلم نسأل الشَّيطان ما الذي مكَّنه من دخول تلك الحياة، ولكن لا يجب أن نجعلَ من هذا عقيدةً أو تعليم.

اقترحَ فِرعون صفقة تفاوضيّة مع موسى وهارون: يمكنهم تقديم الذَّبائح للربّ طالما أنَّ ذلك لا يتعارض مع واجباتِ عملِهم اليوميّة. وفي أيام يوسُف نرى أنَّ بني إسرائيل لم يُستعبدوا بعد هزيمتهم في المعركة، بل تم قبولهم كأشخاص أحرار ليعيشوا بكرامةٍ ووقار في تلك الأرض. لم يأتِ الإنسانُ إلى هذا العالم ليكون عبدًا للشَّيطان، بل أصبح عبدًا للشيطان بالخطية. ولكنّنا في المسيح أحرارٌ تماماً.

استخدمَ الشَّيطانُ روحاً ماكرًا لمحاولة إرباكِ يسوع في مَجمع كفرناحوم قائلاً إنه يعرف من هو، وأنَّ وقت تعذيبه لم يأتِ بعد، وأنَّ ما فعَله معه ومع الآخرين هو أمرٌ يخصُّه تمامًا وقد حصلَ على هذا الحق. لم يدخل السَّيد في حوارٍ مع الرُّوح النَّجِس، بل أعطانا مثالَ عدم الدُّخول في مجادلةٍ أو حوار مع الشَّيطان بل طرح الشّرير بعيداً. وهذا ما يجب علينا فعله دائمًا.

لا تستمِع للشَّيطان وإلا ستُخدع وتشوَّش. اسمَعوا واصغوا للربّ وابتعدوا عن الشَّر. يوجِّه الكتابُ المقدّس رسالته إلينا، ولا يوجد شرٌّ اليوم لم يكن متوقعًا. يوجد في سجلّات الكتاب المقدَّس الحلَّ الأمثل لجميع الأزمات ولأيّ مشكلة. ما علينا إلَّا أن نطيعَ الربّ، فنكون كاملين. ولا يوجد أيُّ خطأٍ في القدير، فهوَ الحقّ وحده.

الشَّيطانُ وكلّ أجناده متكبّرون، لدرجة أنهم يقولون ليسوع أنّه لا علاقة لهم به. وبالمثل، سيحاولون ثنيك عن خدمتك، واستدراجك إلى أشياء تبدو جيّدة؛ أنتَ في شبابك ويجب عليك الاستفادة القصوى من هذا الوقت في حياتك. إذا كنت تريد أن تنجحَ هنا الآن وإلى الأبد، فلا تشكّ أبدًا أو ترفض الكتاب المقدَّس ولا تهتمّ أبدًا للشَّيطان، لتبقى حرًّا ونقيًّا منه. اسهَر وصلِّ.

لا تتخلّى أبدًا عن أحدٍ، حتى لو آلمَك بكلماتٍ شرّيرة. يريد العدوُّ أن نستمرَّ في الخطيئة وندع المتمرّدين يدمِّرون أنفسَهم في تعدّياتهم. اشهد للحق في كلّ وقت. أظهِر للجميع الفرق بين الصَّواب والخطأ، وبعد ذلك ستكون قد قمتَ بعملك وأكملتَ مهمَّتكَ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز