رسالة اليوم

21/12/2024 - الأرضُ مزدَحمة

-

-

وَقَالَ فِرْعَوْنُ: «هُوَذَا الآنَ شَعْبُ الأَرْضِ كَثِيرٌ وَأَنْتُمَا تُرِيحَانِهِمْ مِنْ أَثْقَالِهِمْ» (خروج5:5)

إنّ الشَّيطان يخدعَ الإنسانَ ويتآمر عليه دائمًا، ويأخذ الذين يَخضعون له إلى أقصى الحدود السَّخيفة: أن يقتلوا قريبهم مثلاً. فمن له الحقّ أن يأخذ حياة أخيهِ الإنسان الذي يشابهه؟ ولكنّنا نتعرَّض كلَّ يوم ونُصدم بما نقرأه في الصَّحافة أو نسمَع عن جرائم كثيرة. تختلفُ الدَّوافع ولكن بكلِّ صدق، وراء أيّ جريمة قتل هناك شيطانٌ يعمل. وحتى الدُّول التي تمارس عقوبة الإعدام يجب أن تُعيد النَّظر في قرارها بهذا الشَّأن.

الأمرُ الإلهي هو: "لا تقتلْ". فالله يعلم لماذا منعَ هذا وسيُحاسب من يقتل يوم الدَّينونة. ماذا سيقولُ مصنِّعو الأسلحة الفتاكة؟ ولا شكّ أنهم سيتحمَّلون مسؤولية الأرواح التي أزهِقت بسبب الأسلحة التي صنَعوها. ومن استأجر الأسلحة أو أعطاها أو أعارَها أو باعها سيُحاسب أيضًا ويتحمَّل المسؤولية. كلُّ الذين يتمردون ضدَّ وصاياه سوف يُجازون. الرَّحمة!

لمَّا سمِعَ فِرعون الرِّسالة التي أرسلَها الربُّ عن طريق موسى وهارون، أجابهما قائلاً إنَّ العبرانيين كثيرون في العدد، وأشار إلى أنَّهم يعيشون حياة طيِّبة وأنجبوا الكثيرَ من الأطفال. في الواقع قاد الشَّيطان ملكَ مِصر إلى هذا لأنه كان يعلم أنَّ العبرانيين سيرون محرِّر البشرية. سيُحاول الشَّيطان وسيفعل كلَّ ما في وِسعه لعرقلة أو إبطال الكرازة بالكلمة. لكنَّ الربَّ هو السَّيد.

أمرٌ معتادٌ أن نعترفَ ونقول إنَّ الأوقات صعبة للغاية اليوم وأنَّ حصرَ الإنجاب البشري في طفلٍ واحد فقط سيضمنُ تعليمًا أفضل ومستوى معيشة أعلى وأكثر راحة. ولكنَّ الربَّ وحده يستطيع تحديد عدد الولادات، لأنَّه خالق الكون، وقد خطَّطَ لكلِّ شيء مسبقًا. ويلٌ للذين يقومون بعرقلة أو معارضة خِطط الربّ! ومن يفعل ذلك سيكون له ذات مصير الشَّيطان بكلِّ تأكيد. لا تتعاون أبدًا ضدَّ تحقيق أو إنجاز الإرادة أو الخطة الإلهيَّة. لا تُعرقلوا أو تُحبطوا مشروع الله القدير.

إنَّ علاقة الزَّوجين الجنسية تكون للمتعة فقط وليس للإنجاب عندما لا يخاف الزوجان الله، كما أوصى الربُّ عندما أسَّس الزَّواج. لقد أعلنَ الله أنَّ الأطفال هم ميراثٌ له، لذا يجب علينا أن نوافق ونطيع مشيئته ونتعاون مع ما حدَّده مسبقًا. لماذا لا نطيع الذي خَطَّط لنا وأخرَجنا إلى الوجود؟ لماذا تتبعون قايين الذي كان من الشَّيطان وقتل أخاه؟

لقد حصلَ العدوُّ في كثير من الدُّول على تشريع الإجهاض لأيّ دافعٍ ودونَ سبَب، ممَّا يُثبت كراهية الشَّيطان للإنسان العالية جداً. ومن المؤسف أنَّ المشرّعين في هذه البلدان يخلقون قوانين ظالمة لا تحمي الإناث العُزَّل اللّاتي يُخدَعن ويَحمِلنَ بحياةٍ إنسانية. فعلى الجميع أن يلجؤوا إلى الله القدير، الذي يجدون فيهِ الاستجابة والحلول لمشاكلهم وتحدِّياتهم. وهكذا لن يُحرمَ أيُّ طفل من الولادةِ.

يريد الشّيطانُ أن يقودَ النَّاس إلى عملٍ باردٍ وجبان، كإجهاض حياةٍ ورميها بعيداً. ومن المؤسف أنَّ أولئك الذين يدافعون عن الإجهاض أو يمارسونه سيضطرون إلى دفع ثمن باهظ لهذه الوحشية. أمرٌ محزنٌ ومؤلمٌ لنا أن نعرفَ أنَّ الكثير من الأطباء يمارسون ذلك. ماذا يمكن أن نتوقّع من شخصٍ يقبل ويمارس مثل هذه الهمجيَّة؟

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز