رسالة اليوم

23/12/2024 - صَرخوا إلى الشَّخص الخطأ

-

-

فَأَتَى مُدَبِّرُو بَنِي إِسْرَائِيلَ وَصَرَخُوا إِلَى فِرْعَوْنَ قَائِلِينَ: «لِمَاذَا تَفْعَلُ هكَذَا بِعَبِيدِكَ؟ (خروج15:5)

لقد كانت أوامرُ فرعون وحشيّة. ولم يكن باستطاعة العبيد العبرانيين تقليل كميَّة الطُّوب المنتجة، وكان عليهم أن يحصَلوا على القشّ الخاص بهم. اعتقدَ فرعون أنَّ وقت الفراغ جعلهم يرغبون في العبادة وتقديم الذبائح للربّ. أولئك الذين ابتعدوا عن الله ظنُّوا أنهم يستطيعون تجنُّب هذه العقوبة إذا تخلّوا عن فكرة التّحرير، لأنّهم لم يُدركوا أنّ كلّ شيء جاء أو حدث كتدبيرٍ من السَّماء لمصلحتهم.

يستمرُّ الشَّيطان في التّهديد، ممَّا يثير شكوكَ النَّاس بحقيقة أنَّهم، ما زالوا يرون أنفسَهم في مشاكل مختلفة حتى بعد أن طلبوا الربّ. يحاول العدوُّ، وهو يعلم أنه سيفقد أسراه، إقناعهم بنسيان تحريرهم. حتى أنَّ هناك البعض ممَّن يقولون إنَّهم معتادون على النّدرة أو العيش بموارد ضئيلة وينسون الحياة الوفيرة في يسوع.

يرى اللهُ كلَّ الأشياء، ومع ظهور التَّهديدات لإبعادنا عنه، فإنَّه يقوِّينا على المقاومة والتغلّب. وعندما يبدو لنا أنَّنا سنتوقف ونفقد العزيمة، يتحوَّل حزنُنا إلى فرحٍ وابتهاج. لقد صدَقَ فرعون عندما قال إنّهم كُسالى، لأنَّ كثيرين لم يعودوا يطلبون الربَّ كما ينبغي. عليهم أن يقرِّروا عندما تأتي عليهم التّجارب؛ إذا لم يطلبوا الله فلن يتحرَّروا وسيبقون فارغي الأبدي.

لقد أخطأ الملكُ عندما اضطربَ بين رسالة الربّ وتصميمهِ وكلمات الإنسان الفارغة أو تهديدات الشَّيطان الباطلة. كلُّ ما يأتي من العليّ غنيٌّ بالبركات حتى لو كانت التَّجربة صعبة. لقد تمَّ اختيارنا كجنودٍ يعرفون كيف يستخدمون سيف الرُّوح. إذا لم ننتصر في معارك أصغر للوصول إلى قامة المَسيح، فكيف سننتصر ونتغلّب خلال العواصف والآلام والمعارك الأكبر؟

ثِقْ في الكلمة لأنَّها تحتوي على كلّ ما نحتاجه لإرضاء الآب. أمَّا أحاديثُ الشَّيطان فلن تكون كذلك أبدًا؛ ولكن إذا استمعتَ إليه، فإنَّ ذلك سيكون مدخلاً للشّر إلى حياتك. كرَّرَ ضباط فِرعون كلامه للشَّعب، لكنَّهم لم يعلموا أنَّ هذا الكلام يستنزف صبرَ اللهِ.

الشّعبُ الذي لم يطلب الربّ، أصبح الآن يطلب التّبن طاعةً للملك. وكذلك أولئك الذين لا يحبُّون حضور خدمات الصَّلاة، وليس لديهم وقت للتّكريس لله، سيجدونهم نائمين في المستشفيات وسط المرض والألم وفي غيرها من الأماكن التي حرَّمها الله. ليس من السَّهل خدمة ملك الشَّر وجَلدِ مدبّري إسرائيل. ولكن عندما يكون الليل أحلك يكون الفجرُ أقربَ.

صرخ المدبّرون العبرانيون إلى الشَّخص الخطأ. وكان ينبغي عليهم أن يتوجهوا إلى الله مباشرة، وليس إلى فرعون. فالشَّيطان لا يعرف الحبّ أو الرَّحمة أو الرأفة أو الشفقة أو العفو. إلهُنا نعم- هو في الذين يطلبونه بصدقٍ ويطلبون مساعدته ويعتمدون عليهِ وحده. لماذا لا نسعى إليه ونخدمه؟ ماذا تقول؟

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز