-
-
فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ هكَذَا، وَلكِنْ لَمْ يَسْمَعُوا لِمُوسَى مِنْ صِغَرِ النَّفْسِ، وَمِنَ الْعُبُودِيَّةِ الْقَاسِيَةِ (خروج9:6)
كانت الثورة ضدَّ موسى غير مبرَّرة، ولكن هذا هو الحالُ دائمًا بالنِّسبة للّذين يستخدمهم الله. وحتى لا يستمع الإنسانُ أو يلتفت إلى خادم الله، فإنَّ العدوَّ ينقل اللّوم في أيّ مشكلة إلى رسول الله ورسالته. المسؤول الحقيقي عن أيّ خطأ أو شرّ يحدث هو النّاس أنفسهم الذين لا يستيقظون على حقيقة كونهم في الخطيئة في كثيرٍ من الأحيانِ.
لقد وضعَ الربُّ موسى وهرون أمام هؤلاء النّاس الذين سكَبوا قلوبهم أمام كِلا الخادمين، في حين كان عليهم أن يتّجهوا بالكامل وحصريًا إلى الله. كثيرٌ من الناس يفتقرون إلى الشَّجاعة لمواجهة الله بخطاياهم وتعدّياتهم، فيصرخون بدلاً من ذلك إلى الرُّسل أو الخدّام. فلو كانوا يعيشون ويسلكون في البرّ أمام الآب السَّماوي، لَما أصابَهم أيّ ضرَرٍ.
تأثر موسى قائد التّحرير بما سمِعَه، وذهب للصَّلاة سائلاً الربّ لماذا ألحق الأذى بالناس الذين لم يعرفوه كما ينبغي، ولا حتى بالاسم. الربُّ لا يؤذي أحدًا، ولكن إذا لم يطلبوه كما ينبغي، فإنَّ العدوَّ لديه القدرة على قمعِهم. فقط أولئك الذين يحفظون وصاياه سيكونون في مأمن من أذى العدوّ (أمثال 19: 16؛ جامعة 8: 5)
إذا لم يقدّم الشَّخص الشّروط اللَّازمة لله كي يتشفع من أجل حياته، فلن يتمكّن من الوفاء بوعوده. القدير محصورٌ بالقداسة، والذين لا يعيشون وفقًا لذلك، لا يمكنهم أن يرَوا عمَله لصالحهم. إضافةً إلى ذلك، فإنّنا بعدم رؤية يده الإلهيّة العاملة، اعتدنا أن نتذمَّر أمامه بدلًا من أن نطلبَ منه أن يكشفَ لنا لماذا لا نختبِر بركاته. الحقّ هو أنه لا تأتي لعنة بلا سببٍ (أمثال 26: 2).
سمِعَ الربُّ صلاة خادمِه وقال إنه يشفع لهم. وأخيراً أطلق فرعون بني إسرائيل. وكانت تلك الخطة في غاية الأهميّة لأنّها ترمز إلى خروجنا من الموت إلى الحياة. لا يوجد شيءٌ يفعله الله في حياتك إلّا وله درسٌ مرتبط به – مهما كان صغيرًا. وما قد يعتبره البعضُ صغيرًا، قد يكون من أكبر الأعمال التي يتم إجراؤها لخيرك الأبدي. الله صالحٌ.
أخبر القديرُ موسى أنه الربّ ولم يعرفه باسمهِ إبراهيم ولا إسحق ولا يعقوب. (خروج3:6) هناك حقائق سنفهمها حتى بعد آلاف السّنين من كشفِها لنا. لنتعلّم من الله سيحوّلنا إلى البركة التي يحتاجها المجتمع لينجو من الشَّر. لا تستسلم للعدوّ مُطلقاً، ولكن الأهم من ذلك: اطلب الآبَ السَّماوي بكلِّ قلبك وكلِّ قوّتك.
أخيرًا، قال الله إنه سيجعل نسل يعقوب له وسيكون إلهاً لهم، ووعدهم بأنهم سيحصلون على الأرض التي أقسَم أن يُعطيها لنسل رئيس الآباء (الآية ٧، ٨). هذا النسلُ هو يسوع؛ لذلك يحقُّ لنا أن ندخل إلى أرض الموعد، كنعان الحقيقية، ونتمتع بكلّ وعود الله وبركاته. هللويا
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز