-
-
فَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ، وَأَوْصَى مَعَهُمَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَإِلَى فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ فِي إِخْرَاجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ(خروج13:6)
يتحدّثُ الربُّ إلينا دائماً إذا أطعناه حقًا. لم يستطِع موسى أن يخاطبَ بني إسرائيل بكلماته الخاصَّة، بل فقط من خلال كلمة الله. إذا تحدَّثنا إلى أقاربنا أو أيّ شخص آخر بهدفِ تبشيرهم، ونقل الرِّسالة الإلهيّة، فسوف يستمعونَ إلينا. ولكن إذا تحدَّثنا فقط بما نعتقده، فسيكونُ ذلك عبثًا ولن تكون هناك نتيجة إيجابية.
تذكَّر أنه بسببِ خطيئة آدم، فقدَ الإنسانُ الشّركة مع الله. وبالتالي لا يمكننا التَّحدث إلى الله أو سماعِه إلَّا إذا قبِلنا الكلمة وصلَّينا بإيمان. ولكن بما أنَّنا نعيشُ في عالمٍ مُخادع، فإنّنا لسنا مرتبطين بالله دائمًا. كما أنَّ أفكارنا وطُرقنا لا تطابق أفكارَه وطرقهِ.
تكلّم اللهُ بوصيةٍ لموسى ورؤساء بني إسرائيل، الذين كان من المفترض أن يُخرجوا بني إسرائيل من مِصر. لقد احتاجوا إلى لقاءِ فِرعون والتَّحدث بما أمرَهم الله بهِ. وهكذا يعرفون الرَّجل الذي يملك عليهم. أحيانًا يتمرَّد المسيحيّون بسبب ما يحدث لهم، ويتكلَّمون دون إدراكِ خطورة الموقف. وعندما يواجهون سلسلةً من المشاكل، يُلقون اللَّوم على الربّ بسبب سوءِ تصرّفهم. حسنًا، الربُّ كاملٌ.
عندما نفهمُ مشيئة الآب ونكون على شركةٍ معه، يتحقّقُ العملُ الإلهي في حياتنا. قال يسوعُ أنَّنا إن ثبتنا فيه وثبُتَ كلامُه فينا، يُمكننا أن نطلبَ – نحدِّد – ما نريد فيكون لنا (يوحنا 15: 7). كان على القادة الإسرائيليين أن يتعلّموا أنَّ العملَ سيحدث كما خطَّط الله له، لأنّها الطريقة الوحيدة التي يُمكن أن يتمَّ العملُ بها. إذا كنت مرتاباً، فسوف تعيقُ عملَ القدير.
هؤلاء الذين دعاهم الربُّ شكّلوا جماعة وخاطبوا قائد مِصر القويّ ليطلبوا منه أن يُطلق بني إسرائيل بسلامٍ. كان الله يعلم أنَّ فِرعون لن يسمعَ لهم، ولكن من الضَّروري أن يُسجَّل هذا، أنَّ الفرصة كانت متاحة لفرعون كي يتصرَّف بشكلٍ صحيح مع أبناء يعقوب. لا تتمرَّد أبدًا على قراراتِ الله، لأنّه ليس هناك طريقة أخرى لحدوثِ الأشياء إلّا من خلال الطريقة التي يعلّمنا إيّاها. كُنْ متواضعاً وثِقْ بالله.
لقد علِمَ العليُّ ما كان يفعله وما سيَفعله. وكان لا بدَّ من هزيمةِ فِرعون؛ وإلَّا فإنَّه لن يُطلق بني إسرائيل. كان الله يعلم أنَّ قائد مِصر في الواقع هو أسوأ ممَّا يظنّه الناس. فإذا لم يُضربَ، فإنَّه سيفعل الشَّر ببني إسرائيل بعد إطلاقِهم. ومن يعمل خارج الارشاد الإلهي فإنه يعيشُ أسوأ لحظاتٍ حياته. معركتنا هي ضدَّ مملكة الجحيم المنحرفة.
يحتاج الكثيرُ من الناس إلى الانكسار حتى لا يؤذيهم العدوّ. أمَّا العُميان روحيًّا فلا يعرفون قصدَ الله، ويمكنهم أن يُعيقوا خطَطه، لأنَّ أفكارهم تقودهم إلى الإيمان بأشياء أخرى. وحده الكاملُ يفعل الأشياء كاملةً.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز