-
-
فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «انْظُرْ! أَنَا جَعَلْتُكَ إِلهًا لِفِرْعَوْنَ. وَهَارُونُ أَخُوكَ يَكُونُ نَبِيَّكَ (خروج1:7)
إنَّ مكانة الذي يتكلّم باسم الله أعظم ممَّا نتصوَّر، فهو النَّاطقُ بلسانِ السَّماء. ولذلك يجب أن يحظى بالقبول والاحترام، ولكن لا ينبغي أن يفتخرَ وكأنَّه متفوِّقٌ على الآخرين. في الواقع، خدّام الربِّ الحقيقيين– هم الذين يسيرون بالقربِ منه– معروفون بالتواضع والوِدّ تجاه الجَميع. أمَّا الذين يرفعون أنفسَهم متفكّرين أنَّهم كانوا يومًا ما عبيدًا، فيسقطون بسبب كبريائهم.
إنّ الذي يخدمُ الربَّ يكونُ تحت مسحتهِ العظيمة. ولا ينبغي التّشهير بمثل هذا الشّخص. سعى شاولُ إلى قتل داود، الذي مُسحَ ملكاً من قِبَل النّبي صموئيل سابقاً. كان ملكُ إسرائيل الأول يغار من مختار الربّ. لأنه مُسح ملكًا قبلَ ابن يسَّى، وقد سعى إلى قتلِ داود الذي لم يجرؤ على ضربِ رجلِ الله المَمسوح، بل انتظرَ اللهَ ليقومَ بالعَملِ.
ينبغي على المسيحيّ أن يتصرّفَ مع زوجته بنفس الطريقة. فجعلَ الله الاثنين جسدًا واحدًا، وهناك مسحةٌ من الربّ على هذا الارتباط. وحتى لو تعرَّض الطرفُ الآخر للخيانة، فإنّه يحتاج إلى التواضع أمام الآب السَّماوي وانتظار قراره. ولا يستطيع أن ينتقم أو يُلحق الأذى بنصفهِ الآخر، لأنّه إن كان للمَسيح، فالرُّوح السَّاكنُ فيه هو روحُ الله. من الضَّروري أن نقود الخاطئ إلى التوبة. هذا حسَنٌ جداً.
أولئك الذين يقومون ضدَّ قيادة الكنيسة يتمرَّدون على المَسحة التي أعطاها الربُّ للذين يقودون العمل. وبالتّالي سيَرون أنَّ العدوَّ قد استخدمَهم، وانفتحوا على أفعالِ الشّرير. إن كانت لك مشكلة مع قادةِ الكنيسة، صلِّ ولا تدع روحًا شريرًا يسيطر على قلبك، فيجعلك ترغبُ في أن تكونَ مكان الذي وقعَ في الخطيّةِ.
إنَّ ما يخبّئه اللهُ لك سيحدث في الوقت المُناسب، فهو لا يأتي متأخرًا أو مبكرًا. فاصبر وانتظر عمَله الذي لا يفشل. أولئك الذين يثقون في الربّ لا يعيشون بحثًا عن تجارب جديدة. وبما أنَّهم يخافونه، فإنَّهم يثقون أنّه سيفعل كلَّ ما هو ضروري لتحقيقِ وعدِه لهم. فلا تدع الشِّريرَ يخدعك. كُنْ ثابتاً في الربّ. إنّه صالحٌ ويعرف كيف يفعلُ الخير، وبالتأكيد لن ينساكَ.
إنَّ مريم هي أختُ موسى، إلّا أنها تمرَّدتْ عليه. وهي التي وقفتْ بالقرب من السَّلة عندما تمَّ إخراج الطفل الصَّغير من الماء. ثمَّ شاركت بنشاط في خدمته. ولكنّها تحدثتْ بالسُّوء عن أخيها عندما رأته يتزوج من أفريقيّة. كما أنَّ هارون تلوَّثَ أيضاً وانضمَّ إليها. فضُربتْ مريم بالبرصِ واضطرَّت إلى البقاء خارج المحلّة سبعة أيامٍ بعدَ أن غُفِر لها (انظر العدد 12). والذين يتكلّمون بالسُّوء عن خادم الله يتَّهمون العليَّ بالإهمال.
سوف "يشعرُ" القديرُ بألم المَمسوحين لأنَّهم حدقة عينيه. لقد وضعَ الله موسى سيدًا على فِرعون؛ كلُّ ما قرَّره سيحدث لفرعون. ومن الواضح أنه لا يستطيع اتِّخاذ أيّ قرار يرغب فيه. ففي النهاية، كان سيّدًا على فِرعون فقط، واللهُ سيّدًا عليهِ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز