-
-
لأَنْتَ تَتَكَلَّمُ بِكُلِّ مَا آمُرُكَ، وَهَارُونُ أَخُوكَ يُكَلِّمُ فِرْعَوْنَ لِيُطْلِقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِهِ (خروج2:7)
لا يستطيع خادمُ الربّ أن يختار كلماته الخاصّة؛ لكنّه يجب أن ينقلَ رسالة الربّ. فعندما يعبِّرُ المسيحيُّ عن رأيهِ الخاصّ، قد يرتكبُ خطأً كبيراً. ففي النِّهاية، حتى لو خشيَ المؤمنونَ الربّ وكانوا روحيين، لكنَّهم يعيشون في عالمٍ مادي، ومن السَّهل أن يخدعَهم أميرُ الظلمة إذا لم يفهموا الملكوت الرُّوحي. وهكذا إضافة إلى إعاقتهِ للخطة الإلهية، فإنّه قد يسبّبُ هلاك الكثيرين إلى الأبد.
هناك شيءٌ هامٌّ يجب أن ننتبه إليه، وهو ما إذا كان ينبغي لنا أن نُعلنَ عن الإعلانات التي يتحدَّث الربُّ بها إلينا سرًّا. فعلى الرُّغم من أنّنا يجب أن نتحدَّثَ بما يقوله لنا، إلّا أنَّ هذا لا يعني أنه يجب علينا دائمًا التَّصريح بكلّ ما أعلِن لنا. ولذلك يجب استشارة الله قبل القيام بذلك. في بعض الأحيان، يرينا الله شيئًا سيحدث، لكن لا ينبغي لنا أن ننشرَه بسرعةٍ.
تقولُ الكلمة: يَا ابْنِي، كُنْ حَكِيمًا وَفَرِّحْ قَلْبِي (أمثال 27: 11). لذلك اطلبوا منه الحِكمة، فما دام يعطي الجميعَ مجانًا، فكم بالحري أولئك الذين يفعلون إرادته؟ إذا سلكنا بحكمةٍ وفي شركة معهُ، وطاعة كاملة لله، سيرغب الآخرون أن يكونوا معنا. ولكن يجب ألّا ننسى أبدًا: إلهنا قدُّوسٌ، لذلك يجب أن نكونَ قدّيسين.
لا يستخدم العليُّ خطاةً. ولكن بما أنّ الشَّيطان وراء كلِّ خطيئة، فإنَّه يستطيعُ أن يقودهم إلى نجاحٍ زائفٍ. وبالتالي لن يتوقّفوا عن فعل الشَّر، لأنَّهم يظنُّون أنّ الله لا يهتم بأفعالهم طالما استمرّوا في اتباع الطقوس. وهذا خداعٌ كاملٌ، لأنّ الله لا يقبل في ملكوته من يعيش في الخطية. قارِنْ مواقفك بما يطلبه منك الكتابُ المقدّس.
لا يمكننا أن نخترع أو نضيف أيّ شيءٍ إلى ما نعتقد أنه ذو صلةٍ بالعمل الإلهي. كما أنّنا لا نستطيع أن نحذفَ أيَّ تعليمٍ من إعلان الكتاب المقدَّس لإرضاء بعض النّاس. يجب أن تكون كرازتنا وتعليمنا بحسبِ الكلمة، وإذا ترَكَنا الآخرون بسببِ ذلك، فلا ينبغي أن نغيّر طريقة خدمتنا لئلّا نخسَرهم. يجب على خدّام الله أن يتكلّموا بكلامهِ فقط.
فعندما نسمعُ شيئًا خطيرًا من الله العليّ، فلا يجب أن نكشفَ عنه إلّا بإذنهِ. وإذا أعلمَنا بشيء ولم نحذر منه، أو لم نُخبر الكنيسة عنه، فسوف نحمل خطيئة ذلك الشّخص، ولا ينبغي أن يحدث هذا أبدًا. حذَّرَ يسوعُ قائلاً إنّه لا بدَّ أن تحدث العثرات (لوقا 17: 1)، ولكن ويلٌ لمن يتسبّب بها. لذلك علينا أن نتمسَّك بتحذير السَّيد للسَّهر والصَّلاة، حتى لا نقع في التّجربة.
كان الأمرُ أن يطلقوا الشَّعبَ أحرارًا تمامًا، دون إعاقةٍ حتى يقدِّموا ذبائح التّسبيح للربّ. وهذا لن يحدث لنا إلّا عندما نقول كلَّ ما يأمرنا الآبُ به. هناك أناسٌ رائعون تسيطر عليهم الخطايا، ويحتاجون إلى سماع رسالة الربّ. ومع ذلك، احرص على عدم الإضرار بخلاص هؤلاء الأشخاص وسعادتهم.
محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز