-
-
وَلكِنِّي أُقَسِّي قَلْبَ فِرْعَوْنَ وَأُكَثِّرُ آيَاتِي وَعَجَائِبِي فِي أَرْضِ مِصْرَ(خروج3:7)
يجب أن نكون حذرين للغاية عندما نعلِّق على أعمال العليِّ وأفعالهِ. كثير من النَّاس يتسرعون في الحكم على الآخرين، وكذلك في الحُكم على الربّ. أمَّا بالنِّسبة لهذه الفقرة المكتوبة في سِفر الخروج، فمن الشَّائع أن نسمع أنَّ النَّاس لا يفهمون القدير، لأنه قسَّى قلب فرعون ثمَّ عاقبه لأنه لم يسمح لبني إسرائيل بمغادرة مِصر. يجب على الذين يتساءلون عن هذا أن يصلِّوا كي يحصلوا على الفهم حول سببِ حدوث ذلك.
يحذِّرنا الكتابُ المقدَّس من أنَّ الأشياء الرُّوحية لا يمكن تمييزها إلّا روحيّاً (1 كورنثوس 2: 14). لذلك، إذا استخدمنا العقلَ لفهم كلمة الله، فقد نتعرَّض لأخطاءٍ فظيعة. ولهذا تنشأ مذاهب دينيّة كثيرة فارغة لا معنى لها. وفي الواقع، إذا جاءت من الإنسان أو من الشَّيطان، فهي ذات الشَّيء. وحتى لو تم إنشاؤها بواسطة شخصٍ يرغب في مساعدة المتألِّمين، فإنَّ هذه الإرشادات لن تفعل أحداً أبداً.
الله يرى كلَّ شيء بوضوحٍ وليس مثل الإنسان الذي ليس لديه القدرة على فهم شيء من العالم الرُّوحي إلّا إذا كشفَ الرُّوحُ القدس له. وبالتالي، إذا لم يكن هناك وحيٌ جديدٌ حول موضوعٍ معيَّن، فهذا يعني أنَّ ما ظهرَ يكفي. لذلك لا تنشر أبدًا آرائك على وسائل التواصل الاجتماعي مثلاً، حول شيء غير موجود في الكتاب المقدَّس، وإلَّا فقد تكون مسؤولاً عن عقيدة خلقتها دون إذنٍ من الربّ.
وبما أنَّ الله، كلِّي المعرفة، كان يعلم ما يمكن أن يفعله فرعون ببني إسرائيل عندما كانوا على وشكِ مغادرة مِصر، كان عليه أن يكسرَ قائد تلك الأمة حتى لا يعاني شعبه من أيِّ شرٍّ عندما يغادرون تلك الأرض. وبينما نراقب تسلسل الحقائق عندما حصلت إسرائيلُ على الإذنِ بالمغادرة، نفهم أنَّ العليّ كان على حقٍّ تماماً.
كان أحدُ قادة مِصر قبل فرعون هذا قاسيًّا بالفعل، عندما أمرَ بقتلِ الأطفال حديثي الولادة من بني إسرائيل. كان ذلك عديم الفائدة، لأنّ الربّ لا يمكن إيقافه عندما يأمر بشيءٍ. إذ أدرك الشَّيطانُ أنّ المنقذَ كان على وشكِ أن يولد، لذلك جعل الملكُ المِصري يُصدرُ مرسومًا يجيز فيه هذا القتلِ.
كان خليفةُ العرشِ أكثر كراهيّة للإسرائيليين من الفراعنة السَّابقين. وإذا سمحَ بخروج الشَّعب المقدَّس، فإنّه بالتأكيد سوف يندم على قرارهِ ويحاول تدميرهم. لا شكّ أنَّ كلام الربِّ صحيحاً. أعلنَ يسوعُ، الذي هو الله: أنا هو الطريق والحقّ والحياة (يوحنا 14: 6 أ). أولئك الذين يعرفونه ينالون منه الحرّية الكاملة. آمين؟
وهذا ما حاول الزَّعيم المنحرِف أن يفعله. وحتى بعد أن سمحَ للإسرائيليين بالمغادرة، جمعَ جيشه ولحِقَ بهم. ولمَّا شهدَ أنَّهم عبروا البحر الأحمر سيراً على الأقدام في اليابسة لأنه انشقّ إلى قسمين، ذهبَ وراءهم. ولمَّا رجع البحرُ غرقَ فِرعون وجنوده وماتوا جميعاً. الله لا يُشمخ عليهِ (غلاطية6: 7).
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز