ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «قُلْ لِهَارُونَ: خُذْ عَصَاكَ وَمُدَّ يَدَكَ عَلَى مِيَاهِ الْمِصْرِيِّينَ، عَلَى أَنْهَارِهِمْ وَعَلَى سَوَاقِيهِمْ، وَعَلَى آجَامِهِمْ، وَعَلَى كُلِّ مُجْتَمَعَاتِ مِيَاهِهِمْ لِتَصِيرَ دَمًا. فَيَكُونَ دَمٌ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ فِي الأَخْشَابِ وَفِي الأَحْجَارِ» (خروج19:7)

الله يتكلّم مع خدّامه دائماً. وطالما أعطانا القدرة على السَّمع، فيُمكننا أن نسمعَ صوته كلَّما أصغَينا إلى الكلمة بعناية. وهكذا سنفعل الصّواب بشكلٍ دائم. نحن نختلفُ عن الآخرين ويجب أن يكون هذا واضحًا، حتى يتمكَّنَ الجميعُ من التمييز بين ما هو مقدَّس وما هو دنِس. لذلك يتوقع النّاسُ أن نأتي إلى حياتهم ونُحدث نوعًا من التّغيير.

كان من المتوقع أن يتبوّأ موسى السّلطان الذي تلقاه من الله. وهذا جعلنا نفهم أنَّنا بحاجة إلى أن ندرك القوَّة التي تلقّيناها عندما اعتمدنا بالرُّوح القدس. ولكن إذا شعرنا بالإحباط، سنصلي ونعبد الربّ ونسبّح اسمه حتى نشعر بالقوَّة. وهكذا نصبح مثل خدّام الماضي.

نتلقى القدرة على العمل في العالم الرٌّوحي عندما نولد ثانية. والكلمة ستُعلن اللّحظة المناسبة لنأخذ مكانتنا في المَسيح ونحدِّد ما نرغب فيه، من خلال الإيمان الموجود بداخلنا. في تلك اللّحظة، سوف نتصرَّف مثل يسوع لو كان في وسطنا. احذر أن يدخلَ الشَّك إلى قلبك.

كان متوقعاً أن يستخدمَ موسى وهرون العَصا كلّما وجدا ماءً، وستعمل القوَّة الإلهيّة. كانت خدمة موسى خدمة موتٍ؛ لقد تمَّ استخدامه لكي يبيدَ الربُّ شرَّ فرعون حتى يتحرّر بنو إسرائيل. أمّا خدمتنا فهي خدمة حياة، لتدمير قوة الشَّيطان في قلوبِ الناس وقيادتهم إلى اختبار الميلاد الجديد. النَّصرُ لنا.

كان الأمرُ لهم أن يتحوَّل كلُّ ماء مِصر إلى دمٍ. ونحن نعلم أنَّ الماء هو رمزٌ لكلمة الله. لذلك عندما نشعر أنّ الكلمة دخلتْ إلى قلبِ أحدِهم، نجدها تبعث الحياة فيه. مهمَّتنا هي تدمير أعمال الشَّيطان، وبثُّ الحياة حيث سادَ الموت. يجب أن يكون تركيزنا على خلاص كلِّ من يأتي به الآبُ إلينا.

مهما كانت المواد التي صُنِعت منها الآنية التي تحفظ الماء، كان ينبغي أن يكون لها ظهور القدرة الإلهيّة، وهكذا حدث. أمّا في حالتِنا العملية الإلهيّة، فهي تهدف إلى منح الحياة للجميع. وبالتالي لا يمكننا أن نلعنَ أحداً، حتى لو ألحقَ هذا الشَّخصٌ الأذى بنا. كُنْ واعيًا بمهمَّتك، فعلى الرُّغم من أنَّ شخصًا ما قد سبَّبَ لك الخسارة، امنحه الحياة. هناك قوَّة في مدِّ يدك.

كان سرُّ نجاح موسى وهارون هو طاعة الله. وفي حالتك، لا يمكن أن يكون الأمر مختلفًا.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز