فَفَعَلَ هكَذَا مُوسَى وَهَارُونُ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ. رَفَعَ الْعَصَا وَضَرَبَ الْمَاءَ الَّذِي فِي النَّهْرِ أَمَامَ عَيْنَيْ فِرْعَوْنَ وَأَمَامَ عُيُونِ عَبِيدِهِ، فَتَحَوَّلَ كُلُّ الْمَاءِ الَّذِي فِي النَّهْرِ دَمًا. (خروج20:7)

كانت هذه بداية الضَّربات التي حلَّتْ بمِصر، لتحرير بني إسرائيل من السَّبي في أرض حام. ينبغي لموسى وهارون أن يستيقظا في الصَّباح، ويذهبا إلى المكان الذي يغتسلُ فيه فِرعون، ويُخبراه بالرِّسالة. استخدم الربُّ هذه العلامة ليعلَم أنّه ينقذنا من كلِّ سبيٍ، حتى لو كان مرضًا أو خطيئة أو معاناة أو تجربة.

لم يَجدوا فِرعون فقط بجوار النّهر، بل أيضًا عبيده وأصدقاءه وجنوده. الماءُ هو رمزٌ لكلمة الله في الكتاب المقدَّس، الذي يطهِّرنا ويقدّسنا. لذلك اجتهِد كي تتكلم به، لأنك إذا فعلتَ ذلك، فسوف تلمِس قلوبَ الناس، وسوف ينحنون أمام الإرادة الإلهيَّة. لكن انتبه! احذر من استغلال أولئك الذين يمسّهم العلي. بالنِّهاية أنت خادمٌ لله.

لا نعرف ما إذا كان فرعون قد اشتكى من الاضطهاد. طاردوه حتى في وقتِ فراغهِ. وهذا يبيِّن لنا أنه يجب علينا أن نتكلَّم عن محبَّة الله في أيِّ ظرفٍ من الظُّروف وأن نتصرَّفَ بحكمةٍ وثبات. الغرضُ من عملنا هو خيرُ الآخرين. وبالتالي لا يمكن أن نكون كُسالى أو نقوم بالعمل فقط عندما نرغب في ذلك. أطِع الربَّ.

كان موسى وهارون حكيمين، ولذلك تصرَّفا بنفس الطريقة التي علَّمَها يسوع في مثل الأرملة المثابرة، واستمرّا بإزعاج قائدِ مِصر (لوقا 18: 1-5). يجب أن يُكتبَ إعلانُ الربّ لنا أمام أعيننا دائماً، حتى نتمكَّن من رؤيته كلّ الوقتِ. لا يُمكننا توفير الموارد عند الكرازة بالإنجيل، لأنّنا نتحدَّث عن الحياة. وإذا ماتتْ هذه النّفوس بسببِ الخطية، فلن يتحرَّروا أبدًا من الخسارة الأبدية. ارحم يا ربُّ

فعلَ الأخوين اللّذين أرسلَهما الله كما قيل لهما. لا يوجد سببٌ للخوف من إزعاج شخصٍ ما أو استفزازه، ولا ممَّا قد يحاوله ضدَّنا بسبب إصرارنا. أسوأ ما يمكن أن يفعلهُ هو أن يُغضبَ الربَّ الذي سبقَنا ليتمِّم عملَه عندما أرسلنا. نحنُ نتعاون معه فقط. ولو قام الذين مع فِرعون على هؤلاء الخدّام، لكان العليُّ قد حفِظَهم من كلّ شرٍّ.

لقد كانت اللّحظة خطيرة حقاً، لكنَّ الأخوة المُرسلَين لم يخافوا. رفع هرون عصاه أمام قوَّة مِصر، وضربَ موسى المياه أمام أعين فِرعون وعبيده. يا للجرأة! هذه هي الطريقة الصَّحيحة لخدمة الله. وإلّا سنكون في خدمة ملك الجُبن والخوف. لا تخجلْ من تنفيذ ما أمرك الربُّ به، لأنه سيتمِّمه إلى الأبد.

كانت نتيجة شجاعتهم وطاعتهم أنَّ كلَّ مياهِ النَّهر صارتْ دماً. رأى فِرعون أنَّ عصا الله تؤلمه كثيراً. سواء قبل الضَّالُّون ذلك أم لا، الأهم هو أن تُتاح لهم الفُرصة.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز