رسالة اليوم

11/01/2025 - اعترافٌ غير مُقنِع

-

-

19فَقَالَ الْعَرَّافُونَ لِفِرْعَوْنَ: «هذَا إِصْبَعُ اللهِ». وَلكِنِ اشْتَدَّ قَلْبُ فِرْعَوْنَ فَلَمْ يَسْمَعْ لَهُمِا، كَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ.

لا فائدة من الاعتراف بأنَّ أعمالَ الله حقيقيّة إذا كنتَ عبدًا للعدوِّ، وبالتالي لن يُعطي أحدٌ المصداقية لك. بدأ سحرةُ فِرعون، الملقّبون بالعرّافين، في مقارنة أنفسِهم بالربّ ومنافستهِ في أعمالهِ، وعندما رأوا أنَّ قدراتهم لم تَعُد تضاهي قوَّته، غيروا لهجتَهِم. وبما أنه لم تكُنْ هناك توبة، فإنَّ كلامهم لم يقنع قلبَ الملك. فقط أولئك الذين يتكلمون الحقّ – الكلمة المقدَّسة – يُمكنهم إظهارُ البرّ.

يتأثر النَّاسُ غالباً برؤية أعمال العليّ، ولكن عندما تمضي تلك اللحظة يعودون إلى خطاياهم ولا يريدون أن يطلبوا الربَّ للحصول على الغفران والخلاص. كان من المُمكن أن تتغيَّر حياتُهم بشكلٍ كبير بلمسةِ الحقّ، لكن لأنّهم أحبُّوا الظُّلمة أكثر من النُّور، سيبقون تحت ظلم الشَّيطان وسيواجهون الدينونة الأبدية.

يعلّم الكتابُ المقدّسُ الشَّباب أن يذكروا اللهَ في أيام شبابهم قبل أن تأتي سنينُ التَّجارب، ولا يمكن فعل أيّ شيء حينئذٍ. ولكن عندما يكتشفون الجانب الخاطئ من الحياة، لا يعير الأغلبية أيَّ اهتمامٍ للربّ. وهكذا لا ينالون الخلاصَ ويموتُ كثيرونَ قبل أوانِهم وآخرون يهدرون طاقاتهم في الخطية، ورغم كلِّ ما يسمعونه عن الحبّ الإلهي، فإنَّهم لا يعطوا الله فرصةَ خلاصِهم. مساكين!

لو تمَّ خلاصُ الجميع، لكان العالم مكانًا أفضل للعيش فيه. أولئك الذين وُلدوا ثانية مدعوون ومُعيَّنون لشفاء المرضى وإخراج الشَّياطين وإبطال أعمال إبليس وإيصال سلام الربّ إلى قلوب الناس. ولكنَّ غرور الغنى والاهتمام بأمور العالم والطموحات الأخرى يقود الناسَ إلى الرغبات والممارسات التي يدينها الكتابُ المقدّس.

دُعيَ شمشون لتحرير إسرائيل، لكنَّ الإغراءات جذبته، فبحثَ عن زانيةٍ وأراد أن يتزوج امرأةً من تِمنة، فخانهُ أبوها وزوَّجها من رجلٍ آخر. وفي النِّهاية وقع شمشونُ في حبّ دليلة، بطلة الفلسطينيين، وانتهى الأمرُ بقلعِ عينيه. أمرٌ واضحٌ لبطل شعب الله هذا ألّا يخضع لشهواتهِ التي جلبتْ الضَّرر له.

رأى فِرعون معجزاتِ الله ولكنّه لم يتُب عن شرِّه. لذلك أرسلَ الربُّ المزيد من الضَّربات على شعبِ مِصر حتى يسمح الملكُ في النِّهاية لشعب إسرائيل بالمغادرة. كُنْ حذرًا فيما تحتفظ به في قلبك، لأنَّ "الضَّربات" ستكثُر، حتى تستيقظ وتمنع الشّر عن شخصٍ آخر أو عن نفسك. أولئك الذين يرون النُّور ويرفضونه سوف يُدانون. يعرفُ الربُّ كيف يُعلن نفسَه لجميع النّاس.

أحرجَ العليُّ آلهة مِصر بضربةِ البعوض، إذ اعتقدَ الشَّعبُ أنَّ ترابهم مقدَّس ويمكن استخدامه لشفاء الأمراض. فكان الكهنةُ يحلقون رؤوسهم ويبحثون عن الحشرات قبل دخولهم المعابد. والآن بعد أن اجتاحهم البعوضُ، لم يتمكّنوا من القيام بطقوسهم فيما بعد.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز