-
-
وَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ وَإِذَا مَوَاشِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَمُتْ مِنْهَا وَلاَ وَاحِدٌ. وَلكِنْ غَلُظَ قَلْبُ فِرْعَوْنَ فَلَمْ يُطْلِقِ الشَّعْبَ. خروج7:9
لقد أعلن الربُّ أنَّ الوباء سيؤثر على الماشية المِصرية في اليوم التالي، ولكن ماذا يمكنهم أن يفعلوا؟ آمنوا بالله وآووا حيواناتهم من المراعي. أولئك الذين يتمرَّدون ويُهملون تحذيرات الربّ سوف يواجهون مواقف خطيرة. لقد حدث هذا في العالم وفي الكنائس، لأنّه حيث لا توجد طاعة للقدير هناك معاناة على أيدي العدوّ.
سوف تنقسم البشرية إلى مجموعتين عندما يعودُ يسوع: أولئك الذين على اليسار تمرَّدوا على الكلمة، وهم سيسيرون إلى الدّينونة والهلاك الأبدي، وعلى اليمين أولئك الذين سيُدعون للدخول إلى الملكوت الأبدي المُعّدّ لهم منذ ذلك تأسيس العالم. ولكن رغم أنّ الكثيرين قادهم آباؤهم كأطفالٍ إلى الكنيسة وإلى الله، إلّا أنهم لم يعودوا يتبعون الربَّ ولا يزالون يستخفّون بتحذيراتهِ.
يكفي أن تكونَ ضمنَ المجموعة التي ستكون عن يسار السَّيد، ألا تريد التوبة ولا تريد أن تكون جزءًا من ملكوت السَّماوات؟ وستظلُّ مستبعدًا من الحياة الأبدية؟ بدا فِرعون وكأنه يمتلكُ وحشاً حقيراً في قلبهِ، يمنعه من التّعرف على الربّ كإله. ومن المؤسف أنَّ الكثير من النّاس يتصرَّفون بهذه الطريقة حتى يومنا هذا. يعترفُ البعضُ بأنه الخالق الحقيقي لكلِّ الأشياء، لكنهم لا يؤمنون بكلمته بشكلٍ كاملٍ. وهذا محزنٌ للغاية فعلاً.
بعد أن أكّدَ أنَّ جميع قطعان مِصر قد ماتت ولم يتأثر أيٌّ من مواشي بني إسرائيل، كان ينبغي للملك أن يصرخَ طالبًا المغفرة الإلهيّة، وفي الوقت نفسه يعلن أنَّ الإسرائيليين يمكن أن يُطلقَ سراحهم. ولكن كما يحدث في كثير من الأحيان، فإنَّ الذين لا يؤمنون بالله يسمحون للعدوّ بأن يجرفهم، وحتى في ضوء الأدلة العظيمة، لا يتوبون. أولئك الذين يفعلون هذا يعيشون في معاناةٍ هنا وسيكون لهم الموت الأبدي دون يسوع.
طلبَ بطرسُ الرَّسول من الربّ أن يبتعدَ عنه لأنّه حسبَ نفسه خاطئًا إذ شهدَ الصَّيد الرّائع بعد أن أطاعَ أوامر يسوع. إنَّ الإنسان الذي في قلبه مخافة الله يعرف أنّه في الحضرة الإلهية بالرَّحمة، ويتمتّع بنعمة الملك وبركاته. أولئك الذين لا يخافون الربَّ يتجاهلون تحذيراتهِ. ويمارسون العنفَ ضدَّ نفوسهم التي تعترف به كمخلِّص وتتقدم مباشرة إلى الهلاك. الرَّحمة
أولئك الذين يشهدون المجد الإلهي ولكنَّهم لا يخضعون لله سيكونون أكثر مسؤولية من الذين لم يروا قوَّته في العمل قط. إنَّ أفعال وممارسات الله القدير لا تساعد المحتاجين فحسبْ، بل تستمرُّ أيضًا في تقوية إيمانهم حتى يتمكنوا من الانتصار في المعركة. إنَّ التعلّم مع المَسيح يعني معرفة أفضل التّعاليم التي لا يمكن أن توجد في أيّ مكان آخر. ابن الله يفهم هذه التعاليم.
وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ الله وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ (يوحنا 20: 31). لذلك، افحص تدخلات الله وأعماله لصالحك ومع الآخرين. بهذه الطريقة ينمو إيمانك، وعندما يُظهر ذاته سوف تطرد كلَّ ما يضايقك بعيداً. فقط أولئك الذين أنقذهم يسوعُ هم أحرارٌ حقًا.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز