-
-
فَأَخَذَا رَمَادَ الأَتُونِ وَوَقَفَا أَمَامَ فِرْعَوْنَ، وَذَرَّاهُ مُوسَى نَحْوَ السَّمَاءِ، فَصَارَ
دَمَامِلَ بُثُورٍ طَالِعَةً فِي النَّاسِ وَفِي الْبَهَائِمِ. (خروج10:9)
الضَّربة السَّادسة التي ستنزلُ على مِصر ستتضمَّن عذاباً جسدياً للناس
والحيوانات. الله لا يُشمخ عليهِ (غلاطية9:6)، وإذا لم يتصرَّف ضدَّ
المُخالف فذلك لأنَّ الكأس لم تمتلئ بعد، ولكنّه سيضع حدّاً لهذا في أيّ وقتٍ.
وما سيحدث بعد ذلك سيكون خطيرًا جدًا. يخدعون أنفسَهم أولئك الذين
يظنون أنَّ الربَّ لا يرى الشَّر الذي يفعله شخصٌ ما؛ التفكير بهذه الطريقة
يسبِّب المعاناة والخسارة للشَّخص نفسه وللآخرين. الله أمينٌ وعادلٌ.
يجبُ على موسى وهارون أن يملؤوا قبضتيهما برمادِ الأتونِ، وعلى
موسى أن يذرّي الرّماد نحو السّماء أمامَ فِرعون. وبهذه الطريقة يتحوّلُ إلى
غبارٍ ناعم أمامَ عينيهِ. والآن بعد أن أظهر الله قوَّته أمام الملك، ستكونُ هذه
الضَّربة أكبر من الضَّربات الخمس السّابقة. أولئك الذين لا يستمعون إلى
الربّ يُدركون أخيرًا بعد فوات الأوان، مدى قوَّته في تنفيذ إرادته. إنَّ
الابتعاد عنه يعني الاقتراب من الشَّيطان، وأولئك الذين يفعلون ذلك سيعانون
من أهوالٍ لا يمكن تصوّرها.
كان هؤلاء السَّحرة يستحضرون الإله المعروف باسم تايفون، معتقدين
أنه قادر على حماية المِصري من أيّة قرحة. ولكن عندما ذرّى موسى رَماد
التنّور نحو السَّماء، تحوَّل إلى دمامل وأصبحتْ قروحًا في الحيوانات
والنّاس. حتى السَّحرة والكهنة أصيبوا بهذه القروح. لقد نال السَّحرة وإلههم
ما يستحقُّ بسببِ أكاذيبهم. وهكذا تم الكشفُ عن إلهٍ آخر وتمَّت تعريتهُ.
إلى متى سيصمدُ فرعون؟ حسنًا، لم يتَّخِذ إجراءاتٍ صارمة ضدَّ موسى
وهارون، كوضعِهما في السِّجن مثلاً، لأنَّ ما قالاه وفعلاه كان أكثر بكثير
ممَّا يمكن توقعه من أيّ شخصٍ غير مسؤول يتمتَّع بالقدر الكافي من
الشَّجاعة والجُرأة لتحدّي آلهتهِ. ولهذا السَّبب كان فِرعون يحترمُ موسى
وهارون. هلّلويا
لقد كان ملكُ مِصر عنيداً ولم يستسلِم لعظمة الربّ. بأي حالٍ اللهُ صبورٌ
ويريد أن يعرفَ الجميعُ الحقَّ. لذلك، على الرُّغم من أنَّ بعض النّاس لا
يصابون فقط بأذى من هجمات الشّيطان المميتة بل ويزدرون الله القديرَ
أيضاً، لكن في يوم من الأيام، عندما يتغلّب عليهم العدوُّ أو على أحدِ أفراد
أسرهم أو أحبائهم، سيُدركون كم كانوا مخطئين لعدم إيمانهم بالذي يجب أن
يؤمنوا بهِ.
بعدَ أن فعلَ موسى ما أمرَه الربُّ بهِ، لم يستطِع حتى العرّافون والسَّحرة أن
يقفوا أمامَه. وقد أصابَ الجربُ السَّحرة وجميع المِصريين، ولكن حضور
الربّ كان مع رجل الله. ما الاختلاف! لقد أدرك الذين تسبَّبوا في الضَّربة
أنَّهم لا يستطيعون التأثير على خادم الله. أولئك الذين يخلصون يحتاجون إلى
أن يمتلكوا هذا الإيمان ويظهروه، ولكن للأسفِ فإنَّ الأغلبيّة قد عانت مثل
الضَّالين. هناك فرقٌ.
بطريقةٍ ما، احترمَ فِرعون موسى لأنه لم يأمر باعتقالهِ وسجنهِ. من
المؤكد أنَّ هناك أشخاصًا أشاروا إلى الشَّخص الذي تمّ انتشالُه من المياه
باعتباره المسؤول عن كلِّ المعاناة التي حلَّتْ بهم. ومع ذلك كان الربُّ يحمي
من يستخدمه، لذلك ظلَّ موسى يشكل تهديدًا لفرعون. لماذا لم يطلب فِرعونُ
الخلاص من الوحش الذي امتلكه؟ لم يُرد ذلك.
محبّتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز