رسالة اليوم

04/02/2025 - ضربةُ البرَد

-

-

لأَنِّي هذِهِ الْمَرَّةَ أُرْسِلُ جَمِيعَ ضَرَبَاتِي إِلَى قَلْبِكَ وَعَلَى عَبِيدِكَ وَشَعْبِكَ، لِكَيْ تَعْرِفَ أَنْ لَيْسَ مِثْلِي فِي كُلِّ الأَرْضِ. (خروج14:9)

كانت العقوبة أكبر على نحو متزايدٍ في كلِّ ضربةٍ جديدة. وعلى الرُّغم من أنَّ فرعون بدا وكأنه يدرك أنه من الأفضل أن ينحني أمام قوّة الإله الوحيد، إلّا أنَّ شيئًا ما بداخله لم يَسمح له باتِّخاذ مثل هذا القرار الحكيم. وبما أنه لم يرغب في الاقتراب من مصدر كلّ صلاحٍ، فقد اقترب أكثر فأكثر من قوى الشّر والهلاك القادم. استمرَّ موسى وهارون في الحديث بلا شجاعة ولا خوف، وبغضِّ النَّظر عن مدى عدم رؤيتنا لله القدير، فإنّه يعرف ما يجب فِعله. الربُّ صالحٌ للجميعِ.

إنَّ الأعمالَ التي سيقومُ بها القديرُ في تلك الأرض سوف تتطلّب أن ينكسر قلبُ الملك حزنًا. وقد أوضح موسى هذه المرة أنَّ العقاب سيكون عظيمًا جدًا، وأنَّ جميع الشُّعوب ستعلم الآن أنه لا يوجد إلهٌ مثل القدير على كلّ الأرض. وبدلًا من إظهار الاهتمام بمعرفته، كان فرعون يستدعي سحرته وعرّافيه لمحاولة تقليد ما يفعله موسى أو إبطاله. كانت البلادُ تزداد فقراً لكنهم لم يأخذوا ذلك في الاعتبارِ.

لقد أوضحَ موسى الأمرَ تماماً عندما قال إنّ الربَّ قد مدَّ يده على الملك وجميع رعاياه وأعلنَ تدميرهم. لكنَّ الله أبقى الملك حيّاً ليُظهر له قوّته ويشهد بأنّ اسمه سيُعلن في كلِّ أنحاء العالم. ألم يكن من الأسهل والأفضل لفرعون أن يعترف بالإله الحقيقي الواحد ونبيّه ويقود شعبه إلى عبادة الربّ؟ لكنَّ فرعون لم يفعل ذلك ولم تكن لديه نيَّة في قلبه أن يفعل هذا.

أدركَ فرعونُ أنه سيتعيَّن عليه السَّماح لبني إسرائيل بمغادرة مِصر، لكنّه وقف ضدَّهم. كان بحاجة إلى الاستعداد لأنَّ ضربة عاصفة البَرَد ستكون مدمرًة تمامًا. وقد تمّ تحذيره من أنّ جميع البشر والحيوانات دون حماية في الحقولِ، وإلّا سيُقتلون بالنّار التي تسقط على البلاد، وهذا ما حدث بالتأكيد. لا ينبغي لأحدٍ أن يشكَّ بكلام الله.

حذَّرَ موسى من أنّ عاصفة بردٍ شديدة لا مثيل لها ستأتي على كلّ شيءٍ. وسيكون هناك أيضًا رعد وبرقٌ يبدو وكأنه نارٌ من السَّماء. وهذا في الواقع ما حدث وقتل جميع الرّجال وحيواناتهم ونباتاتهم التي كانت في الحقول المكشوفة. فقط القمح والشّعير لم يتأثرا بسبب الغطاء الذي عليهم. ولكن لم يحدث شيءٌ البتة في أرض جاسان.

كلُّ هذا كان ضروريًا حتى يتقدَّم العبرانيون في الوقت المناسب نحو الحرّية ولا يطاردهم فرعون ليقتلهم. أولئك الذين استجابوا للتحذير الإلهي نجوا من الحجارة. بعضها كان كبيرًا جدًا لدرجة أنها حطمت أشجارًا ضخمة واختلطت بالبرق وأهلكت كلَّ شيء بلهيب النّار. عندما يأتي يسوع مرة ثانية، سوف تَزُولُ السَّمَاوَاتُ بِضَجِيجٍ، وَتَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَتَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَالْمَصْنُوعَاتُ الَّتِي فِيهَا (٢ بطرس ٣: ١٢). هللويا.

اعترفَ فرعون بخطيئته وصلّى كي تتوقف هذه الضّربة. ولكن الحقيقة هي أنّه استمرَّ فيما بعد في ممارساته الشِّريرة. هناك أشخاص يتصرَّفون مثله تمامًا. ولكن في يوم من الأيام، سينتهي كلُّ شيء وسيذهبون إلى الهلاك الأبدي.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز