-
-
وَلكِنْ لأَجْلِ هذَا أَقَمْتُكَ، لِكَيْ أُرِيَكَ قُوَّتِي، وَلِكَيْ يُخْبَرَ بِاسْمِي فِي كُلِّ الأَرْضِ. (خروج16:9)
هناك هدفٌ في كلِّ ما يفعله الله ويقوله ويأمرنا بهِ، ولا يعصى القديرَ إلّا الحمقى. إنَّ الله يعرِفنا جيّدًا قبل أن نولد أو نتشكّل، كان يعرف من نحن مسبقاً وعمِل على تكويننا. لذا فإنّ إهمال توجيهاته هو خطأ كبيرٌ وجسيمٌ. من المؤكَّد أنَّ القدير أعدَّنا لهذه اللّحظة المجيدة ويجب علينا في هذا اليوم أن نطلبهُ.
وصايا الله القدير تعود علينا بالنّفع: فهي تمنعنا من الاستماع والإصغاء إلى العدوِّ وتصرّفاته الغريبة، وتمكِّننا من التَّمتع فقط بالوعود الإلهيّة. أولئك الذين يمتَثلون له سوف يميّزون بركات لا يُمكن إنكارها على أنفسِهم وحياتهم. إضافة إلى ذلك، إذا عصيتَ الربَّ أثناء التّجارب الصَّعبة، فسوف تدرك أنك تفتقر إلى القوَّة التي يجب أن تتمتَّع بها إذا أطعتَ الربّ.
أخبرَ القديرُ فِرعون لماذا أبقاه حيَّاً: ليظهر قدرته السّماوية، ويعلن اسمه في كلّ الأرض. لذلك لو كان لفرعون قلبًا حكيماً لأدرك علنًا ما قاله الله له وأطلقَ الشَّعب العبراني. افهم هذا: أيّ ضربة من تلك الضَّربات كان يمكن أن تقتل فِرعون؛ ولكن بعد أن عاينها، كان شاهداً حيّاً لكيفية تأثير القوّة الإلهيّة عليهِ.
أنصحك عزيزي قارئ هذا المقال، ألَّا تمارس الشَّر أبدًا، فلا شكّ أنَّ الله القدير قد أعطاك أدلة وبراهين لا تُعَدّ ولا تُحصى على قدرته ومحبَّته. ممّا أبقاك على قيد الحياة حتى هذا اليوم، كي تعرف صلاحه ولكيلا يستخدمك العدوّ. الآن، إذا لم تخضع ليد الله القوية، سيأتي اليوم الذي ستُدرك فيه أنَّ هذا كان أسوأ اختيارٍ وقرارٍ ممكن. الرّحمة!
لن تلومَ أحداً في يوم الدّينونة على إدانتك، ولا حتى الربّ، إذا لم تتُبْ وتتغيّر. فالله يمنحُ الجميع فرصة معرفةِ وفهم إرادته، ولكن أولئك الذين يظلون مصرّين ومصمّمين على عدم الخضوع له اليوم سيكونون مسؤولين عن إدانتهم. من الحكمة والصّالح أن تتحقق من مواقفك استجابة لمناشدات الله لقلبك حتى لا ينتهي الأمرُ بك إلى الهلاك.
سأل الله القديرُ الملكَ وكأنه غاضبٌ، كيف تجرأ على الوقوف ضدَّ شعب الله ولا تسمح لهم بالخروج أحراراً. يُطلب ذاتُ الشَّيء في أيامنا هذه من أولئك الذين يمارسون الدّعارة، على جميع المستويات، والجريمة بجميع أنواعها، وجميع أنواع الخطايا، فلاحقًا سيكون الأوان قد فات للشَّكوى بحجّة عدم فهم رسالة الله وزيارته. إنّ التمرّد على دعوة الله سيؤدي إلى العذاب والمعاناة الأبدية.
لم يمُتْ فرعون بأيّة ضربة لأنَّ الله أراد أن يمنحَه كلَّ الفرص المُمكنة. ماذا عنك؟ ماذا تنتظر لتقبل يسوع كمخلصٍ لك وتخدمه؟ لا تستمرَّ في تأجيل قرارك؛ قد لا تُتاح لك فرصة أخرى، وحتمًا إذا لم تفعل ذلك، فسوف تدانُ بالتأكيد.
محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز