رسالة اليوم

07/02/2025 - لقد حانَ الوقتُ

-

-

ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مُدَّ يَدَكَ نَحْوَ السَّمَاءِ لِيَكُونَ بَرَدٌ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ: عَلَى النَّاسِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ وَعَلَى كُلِّ عُشْبِ الْحَقْلِ فِي أَرْضِ مِصْرَ» (خروج22:9)

كانت التّحذيرات حقيقيّة. أرسلَ الله البرَد والرّعد والبرق على مِصر، ما عدا أرض جاسان. تخيَّل كيف أصبح قلبُ الملك الشّرير لأنّ ما قاله موسى سابقاً قد حدث تماماً. ولكن لماذا لم يغيِّر فِرعون رأيه ويطلق الشَّعبَ؟ لنفس السَّبب الذي يجعل العديد من الخطاة لا يتغيّرون: إنهم يحبُّون الخطيئة، وكذلك فعلَ فَرعون.

كان عدد كبيرٌ من وجوه شعبِ الملك حكماءً. لقد احتموا في منازلهم وقادوا خدَمَهم إلى ذلك أيضًا. ولكن لا بدَّ أنَّ كثيرين كانوا غير حكماء، ولم يؤمنوا بما قاله رجلُ الله. لذلك عندما هبّتْ عاصفة البرَد، دفعوا هم وخدمهم وحيواناتهم ثمناً باهظاً من حياتهم. أولئك الذين ينتظرون ليروا ما إذا كانت بُحيرة النار والكبريت موجودة أم لا سيختبرون أنّها حقيقيّة.

عندما رفعَ موسى عصاه، تحقَّقَ الوعد، لأنه لم يُسمع قط ولن يكون هناك وابلُ برَدٍ ورعدٍ ونارٍ ينزل من السَّماء مثل ذلك اليوم. كلّ ما يفعله الله هو كاملٌ، ولذلك إذا حاول أيُّ شخصٍ أن يجدَ مأوى في اللّحظة الأخيرة تحت شجرة مثلاً، فسيتم تدميره بالكامل. يُخبرنا الكتابُ المقدّس أنّ الأشجار قد حُطِّمَتْ أيضاً (الآية 25). عندما يعود المسيحُ ستذوب كلُّ العناصر محترقةً (بطرس الثانية 3: 10) ولن يكون هناك مخرجٌ. احذر!

تمَّ تدميرُ كلّ ما كان في الحقل، ليس البشر فقط، بل الحيوانات والأعشاب والنباتات وحتى جميع الأشجار. عندما يعودُ المسيحُ، لن يصمدَ أيُّ بيت، ولن يُترك حجرٌ دون أن يُقلب. سيكون الفناء كاملاً تمامًا لدرجة أنّ كلَّ شيء سينصهر ويذوبُ ولن يحتفظ أي شيء بشكله أو قوامه. فمن الأفضل أن تكون مستعدًا لذلك اليوم حتى لا تتفاجأ. ماذا ستفعل؟

لم يحدثْ شيءٌ من هذه المأساة في بلاد العبرانيين، حسبَ كلام الربّ. سيأتي اليومُ الذي يُبوَّق فيه البوقُ الأخير، وينزل ابنُ الله من السَّماء ومعه أجرته العظيمة، وحينها لن يكون هناك شيءٌ آخر ممكن. سيدخل المخلّصون إلى المجد أمّا الضّالين فسيذهبون إلى العذاب الأبدي لعدم قبول الربّ يسوع باعتباره المسيحُ المخلِّص ولم يتوبوا من أعمالهم الشّريرة. لو عادَ المَسيحُ الآن ماذا سيحدث لك؟ استعدّ!

تراجعَ فرعون واعترفَ بخطيّته لموسى، وأدرك عدلَ الربِّ فيما فعله. حتى أنَّ الملك اعترف بأنّه وقومه أشرارٌ وضالّون. وعلى الفور طلبَ من رجل الله أن يصلّي من أجله فيتوقف الوباء، ووعد بإطلاق سراح شعب إسرائيل. هل يستطيع موسى أن يثقَ بالملك الآن؟ بالتأكيد لا! فلم يكن فرعون يبحث إلّا عن طريقة وفرصة للتمسُّك بالعبرانيين.

قال موسى إنه سيُصلي وسيأتي السَّلام، لكنه لم يؤمن بكلمة الملك، وتستمرُّ الضّربات القادمة. لقد استغرقَ فِرعون وقتًا طويلاً في تعلّم الطريق، وبغضِّ النَّظر عن عدد المرَّات التي رأى فيها أعمالَ الله، فإنه لم يتُبْ أبدًا ولذلك هلكَ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز