رسالة اليوم

08/02/2025 - فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ

-

-

 

وَلِكَيْ تُخْبِرَ فِي مَسَامِعِ ابْنِكَ وَابْنِ ابْنِكَ بِمَا فَعَلْتُهُ فِي مِصْرَ، وَبِآيَاتِي الَّتِي صَنَعْتُهَا بَيْنَهُمْ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ» (خروج2:10)

جيّدٌ أن نتحدَّث ليس فقط عمَّا وعدَ الله أن يفعله، ولكن أيضًا أن نتحدَّث بالتفصيل عمَّا فعله للذين وثِقوا به. إنَّ رواية الكتاب المقدَّس بكلِّ مداها تقود النّاسَ إلى فهمِ كلِّ أمرٍ، لأنَّ تعاليمه بالتأكيد هامّة جدًا لمن يستمِع إليها. كان لدى العليّ سببان ليقسي قلب فرعون، قبل أن يَفي بالوعد الذي قطعه لإبراهيم بإنقاذ بني إسرائيل من مِصرَ.

الأوّل هو أن يُظهر آياته فيه، فلولا تلك الأعمال التي جلبتْ معاناة كبيرة لشعبهِ، لكان قد فعل شرًّا لا يمكن تصوّره للعبرانيين، وبالتالي تمّت إعاقة العمل الذي قام به الربّ ليعطينا مخلِّص نفوسنا. أولئك الذين يستسلمون للخطية ببساطة لا يمكنهم تخيّل ما يمكن أن يحدث لهم ولعائلاتهم، لذلك لا بجب أن يكونوا أداةً قاتلة في يدِ الشَّيطان.

والسَّبب الثاني هو أنَّ بني إسرائيل لم ينسوا من هم وماذا صُنِع لهم. والذين نجوا يصبحون خدامًا أفضل لله إذا تذكروا ما عانوه وكيف انحرفوا عن الطريق الصَّالح. لقد تحرَّروا من الشَّياطين التي استعبدتهم، والآن بعد أن تحرَّروا من شرِّ أسيادِهم القدامى، يمكنهم أن يعيشوا لصنعِ الخير.

أخبرَ موسى فِرعون أنَّ الربَّ سيأتي بضربةٍ تأكلُ كلَّ ما بقي من الجرَّاد. حيث كانت الآلهة سيرابيس وإيزيس مُحرجين للغاية، لأنهم قالوا إنّ هذه الآلهة تحمي الحَصاد والنباتات، وهم مجردُ آلهة مصنوعة في الجَحيم. وقد ثبُتَ أنَّهم مخلوقات شرّيرة خالصة، فرغم اعتبارهم حماة للزراعة، إلَّا أنّهم لم يستطيعوا فعل أيّ شيءٍ ضدَّ الجراد.

كلُّ ما لم يدمّره البرَد أكله الجراد، حتى الأشجار التي كانت تنمو في الحقل. لقد أظهر الله قدرته على فعل ما يريد. إنَّ قرار الملك بالإيمان بالشَّياطين التي خدعته، عندما منع العبرانيين من المغادرة، كان السَّبب في حدوث كلّ شيء سيِّئ له، لكنه ببساطة لم يؤمن. اليوم، سيدفع الكثير من النّاس ثمنًا باهظًا لرفض قرارات الربّ.

أولئك الذين لا يتواضعون أمام القدير سوف يُذلّون بسبب غطرستهم وتمرّدهم. عرفَ فرعون أنَّ الله ينفذ الدّينونة في أرضهِ، لكنه ببساطة لم يستسلِم. فكان هناك ضربتان أيضاً، بعد الجراد، الذي كان على وشك أن يحدث لفرعون كجزءٍ من العمل الإلهي. إلى متى سيثور الإنسان ضدَّ خِطط الخالق، وهل سيتحمّل تأديبه؟ فهو يصحّحُ لنا لمصلحتنا.

لا يهمّ من أنت؛ قُمْ بتصحيح الأمور مع الآب السَّماوي لأنه عندما تأتي الدّينونة الأبدية، سوف تتجه نحو المعاناة الأبدية إذا لم تُغسل خطاياك بدم يسوع. لماذا تحتقر الخالق وتحبّ المُهلك؟


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز